إقالة الجرندي: خطأ في الأداء.. أم جزء من الترتيبات الجديدة في الحكم ؟؟
تونس ــ الرأي الجديد / كتب صالح عطية
أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس، عن تعيين نبيل عمار في منصب وزير الخارجية والتونسيين بالخارج، خلفا لعثمان الجرندي.
وذكرت معلومات موثوقة لــ “الرأي الجديد”، أنّ إقالة وزير الخارجية، تأتي على خلفية تحركه باتجاه تركيا وسوريا بصورة متأخرة للغاية، إذ قدر توقيت الموقف التونسي، بنحو 15 ساعة بعيد ضرب الزلزال ولايات تركية وسورية عديدة، بحجم أضرار كبيرة..
وقدّرت أوساط قريبة من رئاسة الجمهورية، أنّ التحرك التونسي، جاء متأخرا للغاية، وهو ما جعل رئاسة الجمهورية، تدخل على الخطّ لتدارك هذا البطء في المستوى الدبلوماسي.
وذكرت مصادرنا، أنّ قيس سعيّد، جهّز إقالة الجرندي منذ فترة طويلة، بعد أن انتبه إلى بطء تحركاته فيما يتعلق ببعض الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية..
وكان الجرندي، كتب تدوينة على “فيسبوك”، تحدث فيها عن مكالمته الهاتفية مع نظيره السوري، فيصل المقداد، وهي التدوينة التي قد تكون سببت انزعاجا لدى بعض الأطراف في رئاسة الجمهورية، التي رأت فيها انحيازا لسوريا، في الوقت الذي كان يفترض أن تكون تونس في موقف وسط من الدولتين، التركية والسورية، اللتين ضربهما الزلزال بشكل متواز، وفق بعض المعلومات الموثوقة..
من جهته، قال عبد الله العبيدي، الدبلوماسي السابق، في تصريح إعلامي، أنّ إقالة وزير الخارجية، لم يكن أمرا مفاجئا، لأنّ القرار متوفر منذ فترة بعيدة”، وفق تعبيره.
وأضاف العبيدي، أنّ الإقالة، “تندرج ضمن سلسلة الإقالات السابقة، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي في البلاد”.
ويرى مراقبون، أنّ قرار الإقالة، يندرج في الواقع، ضمن حركة تعديل وزاري واسعة، سيعلن عنها تدريجيا، تمهيدا لتمرير شخصية جديدة في القصبة بديلا عن السيدة نجلاء بودن، ضمن خطوات الترتيب للمرحلة المقبلة..
وتتحدث بعض الأوساط الإعلامية المطلعة، عن أنّ “وجود الجرندي في وزارة الخارجية، قد يعيق عملية تعيين الاسم الجديد على رأس الحكومة، وهي الشخصية التي قد لا تكون على توافق تام مع الجرندي”، وفق بعض التقديرات..
يذكر أنّ عثمان الجرندي، لعب دورا مهما في التحضير لانقلاب 25 يوليو، عبر تحريك عديد العلاقات، سواء مع الجزائر أو فرنسا أو إيطاليا أو الولايات المتحدة، وهي الأطراف التي عمل على إقناعها، وفق ما يتداول بين عديد الديبلوماسيين التونسيين..