“معجزة علاجية” تشغل الإنترنت… يزورها الناس ولا يعرفها أحد..
شيكاغو ــ الرأي الجديد
تعج مواقع غريبة على الإنترنت بأحاديث أو إعلانات عن “أجهزة معجزة” تسمى “مدبيد”، يمكنها تقريبا أن تعالج أي مرض يمكن التفكير به باستخدام قوة الطاقة الغامضة. وتتقاضى بعض الشركات آلاف الدولارات مقابل استخدام هذه الأجهزة، لكن لم تثبت صحة هذه الادعاءات.
ومنذ الصيف الماضي، جُهز المبنى الواقع في بلدة إيست دبيوك، في ولاية إلينوي، على بعد نحو ثلاث ساعات إلى الغرب من شيكاغو، بأجهزة طبية غير معروفة من المفترض أنها تمد المرضى بـ “طاقة قوة الحياة”.
يصر البعض على أن “مدبيد” هي تكنولوجيا سرية، ومن غير المرجح أن تكون متاحة للبشر العاديين، إذ يحرص كبار المليارديرات والأعضاء في الأجهزة التي تتحكم بمصائر الشعوب من خلف الكواليس، ويطلق عليها تعبير “الدولة العميقة” على إخفائها عن عامة الناس.
مؤامرة عجيبة
كما تحيط بـ “مدبيد” نظريات مؤامرة عجيبة، منها أنها “تكنولوجيا فضائية”، وهناك أيضا ادعاءات غريبة متعلقة بها، مثل القول إن الرئيس الأمريكي السابق جون إف كينيدي، لا يزال على قيد الحياة وذلك بفضل ربط جسده بأحد أجهزة “مدبيد”.
وترى سارة أنيانو، محللة المعلومات المضللة في مركز مكافحة التطرف، أنّه “من الصعب حقا تقديم تعريف محدد لشيء غير موجود”.
وأجرت أنيانو أبحاثا حول انتشار النقاشات عن “مدبيد” عبر الإنترنت، وقامت ضمن محاولتها لفهم الأمر بشكل أفضل بإجراء تجربة هذا العلاج مع شركة تحمل اسم “90.10”.
وهي تقول “كانت التجربة بمثابة لا شيء، يطلبون منك أن تستلقي على السرير، وتفكر بعمق في مدبيد”.
ورغم أن كل هذه الشركات تضع قوائم طويلة من الأمراض التي من المفترض أن تساعد تقنياتها في علاجها، وتقدم شهادات من العملاء الراضين عن العلاج، إلا أنها تقول إن منتجاتها لا تهدف إلى استبدال العلاجات التي يقدمها طبيب مؤهل.
غموض بشأن هذا العلاج
وتضيف المحللة أنيانو، “بينما كنت أنتظرفي غرفتي، لم أشعر بشيء أكثر من الفضول وشعور بسيط بعدم الارتياح، وأنا أنظر ساهما من النافذة إلى موقف السيارات الفارغ تقريبا. كانت العبوات التي تضم “تسلا مدبيد” موضوعة في صناديق خشبية تحت السرير وعلى طاولة بجانبه.
بعد أن انتهت ساعتي العلاجية المفترضة في الغرفة، عدت إلى عيادة الطبيبة حيث كررت اختبار وضع أصابعي في الصندوق المعدني. وبالتأكيد، كانت طاقتي، وفق القياس الذي أعطاه كومبيوتر الطبيبة المحمول، قد ارتفعت”.
وأمام هذا الغموض المحيط بعلب “مدبيد”، قرر بعض العملاء المغامرين أن يأخذوا الأمر على عاتقهم في محاولة لمعرفة ماهيتها الحقيقية. ويظهر مقطع فيديو على تطبيق “تيك توك” عميلة جريئة وغاضبة تقوم بفتح إحدى تلك العلب، فقط لتجد داخلها مادة تشبه الإسمنت. ثم تقول “إلى أي شخص يفكر في أن يشتري هذا العلاج من تسلا، أقول: لا تبذر أموالك”.
وتشير كلا من شركة “تسلا بيوهيلينغ” و”90.10″ إلى أن لديها الآلاف من شهادات العملاء الإيجابية. وعلى الرغم من الزعم البارز بوضوح على موقع شركة 90.10 بأنها توفر دواء على أساس ‘طب التردد الكمي’ بإثبات علمي”، فقد أخبرنا الرئيس التنفيذي للشركة أوليفر شالكه: “أنه ليس منتجا طبيا، ولم يقصد منه أن يكون كذلك أبدا”.