أهم الأحداثمقالات رأي

عطوان… ومدرسة “منظمة التحرير”..!!؟

  بقلم / د. خالد شوكات


الفكر السياسي الذي اعتنقته “فتح” وجلّ  الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية، ارتبط على مرّ العقود بفكرة “القائد الأوحد” و”الزعيم التاريخي الملهم”.. ولهذا فإن مثقفي المنظمة، سواء كانوا فلسطينيين أو غيرهم، غالبا ما فكّروا من داخل هذه الدائرة..

ولا يقتصر الأمر على قيادة المنظمة وسليلتها السلطة، حيث مارس أبو عمار رحمه الله رئاسته حتى وفاته، وها هو محمود عبّاس أبو مازن يواصل ذات السيرة، إنّما بمساندتهم وحماستهم المفرطة لكل الزعماء العرب من ذوي السلطة المطلقة والممارسة المستبدّة، ممن كانت لهم صلة بالقضية أو حتّى وصاية عليها.. كعبد الناصر وصدام حسين ومعمر القذافي.. فهؤلاء المثقفين غالبا ما راهنوا على هؤلاء القادة والزعماء أكثر من رهانهم على الشعوب.. ولهذا لم يتحمّسوا للقضية الديمقراطية ولم يدعموا يوما المشروع الديمقراطي العربي..

وليس الأخ عبد الباري عطوان إلّا نموذجا لهؤلاء..

ولئن كان مفهوما أن تتقدّم في قضايا الاستقلال مسائل التحرر الوطني على غيرها.. فإن ثمانية عقود من خيبة الأنظمة التسلطية الفردية في العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية لم تتمكَن من إقناع مثقفي منظمة التحرير – بما في ذلك من أقام منهم في ديمقراطيات عريقة- من تهافت الرهان على الطغاة والمستبدين، ولم تبدّل قناعتهم إلى أن  نجاح الديمقراطية في البلدان العربية وحده الكفيل بتغيير المعادلة في الصراع العربي الإسرائيلي ..

ويكفي التذكير أخيرا بأن إحدى أهم النتائج التي حقّقتها تونس طيلة عشرية الانتقال الديمقراطي إسقاطها نظرية أن إسرائيل هي جزيرة ديمقراطية وسط بحر عربي استبدادي.. ومن هنا نقمة الكيان وامتداداته عليها..فليت عطوان سكت ما دام غير قادر على أن يقول خيرا.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى