مؤرّخة وأكاديميّة تونسيّة: الإسلام السياسي لم ينتهِ.. لكنه لن يعود للحكم
تونس ــ الرأي الجديد (استماع)
قالت حياة عمامو، المؤرّخة والأكاديميّة التونسيّة، “أنّ ما حدث سنة 2011، حدث من صلب المجتمعات المحليّة، ولكن عندما رُفعت الأيدي على الأنظمة، على أساس أنّها لم تعد تستجيب لما يتطلّبه الواقع، والواقع يجب أن يدعم بالإسلام السياسي، الذي يُريد الغرب أن يتخلّص منه”، وفق تقديرها.
واعتبرت عمامو، أنّ “وصول الإسلام السياسي إلى الحكم في تونس عام 2011، لم يكن مفاجأة”، في رأيها، حيث كان واضحا بالنسبة لها، أنّ الإسلاميين، هم الذين سيتولّون رئاسة البلاد، لأنّهم كانوا متجّذرين فيها، وكان لهم مشروع وامتداد وسط المجتمع، وهو الأمر الذي كانت تفتقده كلّ التيّارات السياسية الأخرى، بمختلف أنواعها وأشكالها”، حسب قولها..
وتابعت عمامو، في برنامج إذاعي على راديو “موزاييك”، قائلة، “الإسلاميون هيّأوا المجتمعات، وعقليّتهم بصفة عامّة، لتقبّلهم على أساس أنّهم البديل لهذه الدولة الوطنيّة التي انبثقت عن حركات الاستقلال، والتي فشلت بسبب اعتمادها على سياسات غير إسلاميّة”.
وأضافت حياة عمامو أنّ هذا الإسلام السياسي، اختطف فكر النهضة العربيّة، الذي اندلع في القرن التاسع عشر، والذي بُني على جدليّة “التوفيق بين الإسلام والحداثة”.
وقالت حياة عمامو إنّ الإسلام السياسي “يمكن أن يكون قد انتهى في الحكم، لكن عودته بشكل آخر واردة، لأنّ حركات الإسلام السياسي، منذ التسعينات، بقيت تتشكّل في كلّ مرة، بمظهر جديد، بنفس الفكر لكن بتفرّع جديد في كلّ مرّة”.
واعتبرت المؤرّخة والأكاديميّة التونسيّة، أنّ عودة الإسلام السياسي، مثلما حدث في سنة 2011 وما بعدها، مستحيلة، ولكن من الممكن تكون له مكانة في المشهد السياسي، من خلال طرحه لأفكار جديدة، ممزوجة بفكر حقوق الإنسان في إطار ما يُسمّى بالإسلام المعتدل”، حسب تعبيرها.
المصدر: موزاييك