تحركات عسكرية متسارعة غرب ليبيا… هل تؤدي إلى تغيير المعادلة السياسية في ليبيا؟ (تقرير)
طرابلس (ليبيا) ــ الرأي الجديد
أثارت التحركات العسكرية التي تشهدها العاصمة الليبية “طرابلس”، بعض التساؤلات حول أسبابها وعلاقتها بقرار رئيس الحكومة “الدبيبة” بشأن إنشاء جهاز طيران مسير يتبع له مباشرة.
وشهدت العاصمة الليبية، تحشيدات كبيرة في ميادين عامة، وكذلك قوات عسكرية قادمة من عدة مدن خارج العاصمة، ومنها مدينة “الزنتان” بجنوب غرب طرابلس، والتي ينحدر منها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية المقال، اللواء أسامة جويلي.
طيران تحت تصرف “دبيبة”
وبالتزامن مع هذه التحشيدات، قرر رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، إنشاء جهاز تحت مسمى “جهاز الطيران الإلكتروني”، حيث يتولى التنظيم والإشراف على جميع العمليات التي يجري من خلالها استخدام أنظمة الطائرات بدون طيار، على أن تكون تبعيتها للدبيبة شخصيا، ويكون مقره طرابلس بالقرب من مقر رئاسة الوزراء.
فهل تنذر تلك التحركات الميدانية والتحشيدات العسكرية، بحرب وشيكة بين القوى المتناحرة في غرب ليبيا؟ أم هي استعراضات لإثبات نفوذ وقوة وردع خصومهم؟
حرب تأكيد النفوذ
واستبعد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، “حدوث حرب بين المجموعات المسلحة في غرب البلاد، حيث أن سوء التفاهم بين قوات الزنتان وقوات مصراتة، ليس وليد اليوم”، وفق تعبيره.
وقال في تصريح إعلامي: “الحقيقة كل ما يحدث الآن في طرابلس هو استعراض لإثبات النفوذ والسيطرة على العاصمة، واستمرار البقاء فيها، وإظهار ضعف الجيش بأنه ليس المسيطر في العاصمة، بل الميليشيات المسلحة”، كما رأى.
من جهته، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن “تعنت الدبيبة، وعدم إقراره بتداول السلطة، ورفضه التسليم سيؤدي في نهاية الأمر إلى استعمال القوة، خصوصا بعد نهاية مدة الحكومة الشهر القادم وفقا لخارطة طريق اتفاق جنيف، لكن أعتقد أنه لن يحظى بدعم دولي بعد هذا التاريخ”، وفق تقديراته.
حفتر وباشاغا.. واللحظة الصفر
من هة أخرى، يرى مراقبون، أن هناك تحشيدا بالفعل لقوات قادمة من الجبل الغربي، بهدف ترتيب جديد، وإعادة تمركز واسترداد قوات الزنتان لأماكن فقدتها في حرب “فجر ليبيا”، ويعتبرون أنّ هؤلاء حلفاء لباشاغا، لذا فإنّ هدفهم الأول تمكين حفتر من دخول العاصمة.
ويعتبر ملاحظون ليبيون، أن الهدف من وراء التطورات الأخيرة، إحداث فتنة وحرب بين قوات الغرب الليبي، ترعاه دول بعينها، ومنهم دولة مصر، من أجل إضعاف هذه القوات، لكن وجود تركيا في الغرب الليبي، لن يسمح بحرب جديدة في العاصمة، ولذا جاء قرار الدبيبة بتشكيل قوات الطيران المسير لضرب أي تحرك عسكري ضد الشرعية.
رائحة السياسة تنبعث من التحشيد العسكري
ويبدو أنّ قرار حرب جديدة في ليبيا، لم يعد خياراً يملكه الليبيون، لأنّ التوازنات على الأرض، تجعل اتخاذ مثل هذه القرارات في يد تركيا غربا، وروسيا شرقا، عبر حلفاء كل دولة.
ويقول المحللون الليبيون، القريبون من المشهد الليبي، أنّ تحركات الأرتال المسلحة على الأرض في الغرب الليبي، لا تهدف لإشعال حرب، بقدر ما ترمي إلى إرسال رسائل سياسية بين الأطراف، وهي ترجمة صادقة لحالة التوتر السياسي السائدة في البلاد حاليا، بسبب التناحر والانقسام.
المصدر: مواقع إلكترونية + “الرأي الجديد”