وفاة المناضل والسياسي المخضرم محمد مواعدة
تونس ــ الرأي الجديد
توفي منذ قليل، السياسي المخضرم، والمناضل، الدكتور محمد مواعدة، إثر صراع مع المرض استمر لأكثر من عام.
ويعدّ محمد مواعدة أحد أبرز السياسيين الذين عرفتهم البلاد خلال مرحلة الثمانينات والتسعينات وصولا إلى العشرية الأخيرة من حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي..
انتمى للحزب الاشتراكي الدستوري، منذ شبابه، قبل أن يغادره صحبة عدد من القيادات السياسية، بينها أحمد المستيري، وحسيب بن عمار وإسماعيل بولحية وغيرهم، ليؤسسوا حركة الديمقراطيين الإشتراكيين نهاية سبعينيات القرن المنقضي، قبل أن يتولى رئاستها مطلع التسعينيات إثر استقالة المستيري منها.
واضطر مواعدة إلى دخول السجن منتصف التسعينيات، إثر خلاف سياسي مع بن علي، الذي لفق له قضية مفبركة، بعد مواقف نقدية لنظام بن علي، في أعقاب الانتخابات البلدية مطلع التسعينيات.
ومنع مواعدة من العمل السياسي، بل حتى من عضوية القيادة السياسية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، حتى نهاية الألفية الماضية، عندما استعاد موقعه بالحركة في أعقاب مجلس وطني في باجة، إثر نضال مستميت من ثلة من قيادات الحركة ومناضليها، أبرزهم حسين الماجري وأحمد الخصخوصي وسعاد الغربي وأحمد زغدان وغيرهم..
وظل مواعدة يرقب الحياة السياسية من بيته، التي كان يستقبل فيها عددا من السياسيين، حيث ساهم في بعض التوافقات التي حصلت إثر الثورة التونسية..
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون”..