“حقوقيون” إسرائيليون يعترفون: العمليات الفلسطينية نتيجة للظلم والاضطهاد وسياسات الترحيل والقمع
القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
قال الناشط الحقوقي الإسرائيلي وعضو إدارة حركة “السلام الآن”، ياريف أوفنهايمر، أن “سلوكيات الجيش والمستوطنين تغذي العداء مع الفلسطينيين، بل تمنح الصراع بُعدا دينيا، وتزيد أكثر من جذور الصراع، وتعمل على تعميقها”..
وأوضح الناشط الحقوقي، في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن إسرائيل لا تتحدث عن حل للصراع مع الفلسطينيين، مشيرا إلى “فشل التحركات السياسية، وتوجه معظم المحافل السياسية والقضائية الإسرائيلية كي تنسجم مع سياسة الاستيطان، أما الجيش فينتهج نهجا صارما ضد الفلسطينيين، وهادئا مع المستوطنين”.
الترحيل والقمع وسياسات إطلاق النار
وأضاف أن “العودة لدراسة أسباب العمليات الفلسطينية الأخيرة، لابد من ربطها بسياسات إطلاق النار التي يتبعها الجيش تجاه الفلسطينيين العزل، حيث نرى أعداد شهدائهم في تصاعد، حتى لو كانوا مشاركين في مظاهرات سلمية ضد المستوطنات والبؤر الاستيطانية، أبرزها إيفيتار.
وتابع بالقول؛ إنه “في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطيني البسيط عدم قدرة على الرد أمام آلة الاحتلال، فإن الجمهور الإسرائيلي يبدي عدم اهتمام بتزايد أعداد القتلى الفلسطينيين، بحجة أن ذلك سيسهم في الحفاظ على الهدوء الأمني”.
وأكد أوفنهايمر أن التطلع للحفاظ على الهدوء الأمني لم يتحقق وفق تقديرهما، وصولا لقرار المحكمة العليا بالسماح بترحيل العائلات الفلسطينية من جنوب جبال الخليل لإفساح المجال للتدريبات العسكرية للجيش.
وشكلت العمليات الفلسطينية الأخيرة رسالة ميدانية على الأرض مفادها أن منفذيها “يعملون دون أي خوف”، رغم ما يبذله الجيش والشاباك من جهود أمنية وعملياتية للحد منها، ولكن دون جدوى، وفقا للصحيفة العبرية.
والنتيجة أن الإسرائيليين الذين عبروا عن تجاهلهم تجاه ما يعانيه الفلسطينيون من إجراءات وسياسات ظالمة من دولة الاحتلال، فقد آن أوان الرد على هذه السياسات التعسفية من خلال عمليات على الأرض تعكر صفو أمن الإسرائيليين، وتهدم المعبد على رؤوس ساكنيه من قادة الاحتلال، بحسب كاتب المقال.
اعترافات.. والجيل الفلسطيني الجديد
ولفت إلى أن أوساط إسرائيلية متزايدة تبدي اقتناعها، رغم مكابرتها في كثير من الأحيان، أن هذه العمليات إنما تأتي ردا على ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات تتعارض مع المصالح الوطنية للفلسطينيين، لاسيما أن سلطاتهم محدودة فقط في بعض مناطقهم، لكن جميع القرارات المهمة من أجل حياتهم ومستقبلهم ما زالت مرهونة بالقرار الإسرائيلي، بما فيها: حرية التنقل، وامتدادات البناء، والطرق، والبنية التحتية، وحتى الوصول إلى المسجد الأقصى، أقدس مقدساتهم، ما زالت بأيدي الاحتلال.
وخلص الناشط الحقوقي إلى أن الجيل الفلسطيني الجديد الذي ينفذ هذه العمليات يسعى للتضحية بروحه كثمن باهظ لخوض نضال آخر ضد الاحتلال، رغم أنه جيل لم يعرف الانتفاضتين الأولى والثانية، لكن تفكيره في حياة طبيعية بعيدا عن الاحتلال يثير لديه الرغبة في التمرد والثورة، لأنه يرى خارج أسوار المدارس والجامعات التي يدرس فيها حملات الاعتقالات ونقاط التفتيش والمستوطنات والاختناق في منطقتي “أ و ب”، وهي كلها سياسات ومشاهد تؤجج كراهية الاحتلال، وتؤيد المواجهة العنيفة معه.