ماهي اتفاقات “مينسك”.. وما علاقتها بالصراع الروسي الأوكراني؟
تونس ــ الرأي الجديد / مريم الوشتاتي
مع احتدام الصراع السياسي الدائر رحاه بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي، التي تتواتر أحداثه بين الفينة والأخرى، ووسط تصريحات لقيادات ومسؤولين من دول العالم في مختلف وسائل الإعلامية العالمية، تداول منذ فترة اسم “اتفاقيات مينسك”.
فما هي هذه الاتفاقيات؟ وما هو مضمونها الأمني والسياسي؟ ومن وقع عليها؟ ومن هم المعنيون بها؟ وما علاقتها بالنظام الأمني العالمي؟
في هذا التقرير، إطلالة على أهم المسائل والمعطيات التي تهم هذه الاتفاقيات، وعلاقتها بالصراع الدائر حاليا في منطقة البلطيق، وتحديدا يين روسيا وأوكرؤانيا…
اتفاقيات “مينسك”
ولدت “مينسك” عندما أسس قادة أربع دول هي طرفا الأزمة، روسيا وأوكرانيا إلى جانب الوسيطين فرنسا وألمانيا، “صيغة نورماندي” عام 2014، في أعقاب اشتباكات مسلحة عنيفة، اندلعت في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بين القوات الحكومية وميليشيات انفصالية تدعمها روسيا.
اجتماع “النورماندي”
ويعتبر اجتماع نورماندي (شمال فرنسا)، في 6 جوان 2014، المخاض الحقيقي لولادة اتفاقيات مينسك، رغم أنه لم تكن له علاقة مباشرة وصريحة بالأزمة الأوكرانية الروسية، إلا أنه استغل ليكون منصة حوار رباعية (روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا)، غير رسمية تعمل على تهدئة الصراع، وعقدت عدة جولات من المحادثات منذ ذلك الحين، ما أسفر عن توقيع اتفاقية مينسك، بعد أن وافقت أوكرانيا في 5 سبتمبر على خطة وقف إطلاق النار التي قدمتها روسيا ومنظمة التعاون الأوروبي.
اتفاقية مينسك 1
تم تنسيق الوثيقة التي تحمل اسم “مجموعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك” في قمة عقدها زعماء دول “رباعية النورماندي”، في العاصمة البيلاروسية في 11-12 فيفري 2015، ووقعت عليها كذلك مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في شرق أوكرانيا.
ونصت الاتفاقية على وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وإقامة منطقة عازلة، ومراقبة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لوقف إطلاق النار والحدود الروسية الأوكرانية، وانسحاب “الجماعات المسلحة” من الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى دعوة الحكومة الأوكرانية إلى اعتماد قانون للعفو عن المتورطين في الصراع في دونباس.
ورغم أن اتفاق “مينسك 1” تمكن من إيقاف الهجوم المدعوم من روسيا ضد القوات الحكومية، إلا أنه لم ينه القتال، ولم تنفذ بنوده بصورة تامة، إذ تراوحت العمليات القتالية بين المتقطعة والشديدة أحياناً، وتسببت المعارك في سقوط 1300 قتيل منذ توقيع الاتفاق، واستولى الانفصاليون على أكثر من 500 كيلومتر مربع إضافي من الأراضي الأوكرانية.
اتفاقية مينسك 2
فشل اتفاق “مينسك 1″، دفع الرباعي (فرنسا وألمانيا وروسيا) للاجتماع مجددا في العاصمة البلاروسية مينسك، للعمل على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق سياسي جديد ينهي الأزمة في دونباس… وفي 12 فيفري، تم توقيع الاتفاق الجديد الذي تضمن معظم شروط الاتفاق الأول وسمي اتفاق “مينسك 2” ودخل حيز التنفيذ في 15 فيفري 2015.
وسط دعوات بالالتزام باتفاق “مينسك”، والذي ترجم في تدخلات الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي، وتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشكل مستمر حول عدم الالتزام به، يرى مراقبون أن الاتفاق ميت سريريا، مستشهدين بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إنها “ميتة منذ سنوات”، إلى جانب تصريح العديد من الدول الغربية، التي قالت إن هذه الاتفاقيات في طريقها إلى الزوال.