قصّة بيع الجنسيات وتورّط البحيري والبلدي: وثائق “مسرّبة” تكشف الرواية كاملة (شاهد)
تونس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
نشر موقع “عربي21″، مجموعة من المستندات والوثائق التي تثبت عدم صحة التصريحات، التي أطلقها مؤخرا وزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين، بشأن الإتهامات الموجّهة إلى وزير العدل التونسي الأسبق (2011- 2013) ونائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري، والمسؤول السابق بوزارة الداخلية التونسية، فتحي البلدي، المُعتقلين حاليا.
وكان توفيق شرف الدين، أكد أن قراري الإقامة الجبرية بحق “البحيري” و”البلدي”، يتعلقان بما وصفه بشبهات جدية تتعلق بصنع وتقديم شهادات جنسية، وبطاقات تعريف، وجوازات سفر بطريقة زعم أنها غير قانونية لأشخاص لم يفصح عن أسمائهم، مشيرا إلى أنه جرى تسليم جواز سفر أوّل بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 1984 من سفارة تونس في العاصمة النمساوية فيينا، وآخر بتاريخ 19 تموز/ يوليو 1982، مؤكدا أن “هناك شبهة إرهاب في هذا الملف بناءً على أبحاث عدلية”، على حدّ قوله.
إلاّ أن الوثائق المسرّبة، التي نشرها “عربي21″، تثبت أن منح الجنسية التونسية جاء بطريقة قانونية، وبتصديق رسمي من وزارتي الخارجية والعدل والقنصليات التونسية في فيينا وبيرن السويسرية، حيث كان “ندا” و”همت” يُقيمان هناك، وأن “البحيري” لا علاقة له مطلقا بتلك الوثائق.
وتمثلت تلك الوثائق الرسمية في شهادة الجنسية التي أعطاها السفير التونسي في فيينا ليوسف ندا، وبطاقة ترسيم بتوقيع السفير التونسي بتاريخ أفريل/ أبريل 1981، وشهادة الجنسية التونسية الصادرة من وزارة العدل بتونس بتاريخ 19 فيفري ـ شباط/ فبراير 1983، وخطاب رئيس مصلحة الجنسية بتونس نيابة عن وزير الخارجية في 14 آذار/ مارس 1983.
“ادعاءات ظالمة وواهية”
وقد قال “ندا”، “كثر الحديث في الصحافة التونسية والعربية، عقب تصريحات توفيق شرف الدين، وسيده قيس سعيّد لمحاوله تجريم نور الدين البحيري بالادعاء عليه بأنه أصدر أو جدّد جوازات سفرنا التونسية مُخالفا بذلك القوانين السارية، ومزج ذلك بأوضاع عائلية من مصاهرة وعائلات شرّفها الانتماء القانوني والعائلي إلى تونس الحبيبة”.
وأضاف: “تركزت الحملة في الصحافة التونسية، ولاحقا نقلت عنها الصحافة العالمية، على أسمائنا وما أصابنا من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش من ظلم وافتراء، والذي ذهب هو إلى مزابل التاريخ، وسيلحق به مَن فعل مثل فعله من ظلم وافتراء، في حين ظللنا ننعم برحمة الله”.
واستطرد “ندا” قائلا: “انتقلت بعد ذلك حملة الوزير توفيق شرف الدين إلى الادعاء الظالم والواهي بأن جوازات سفرنا التونسية جدّدها لنا البحيري بطريقة غير قانونية، وهو محض كذب وافتراء وتدليس، بل إنها تثير السخرية والضحك. ولذلك وجب إيضاح الأمور حتى لا يُصفى بطل من أبطال تونس، والذي ضحى بشبابه وعلمه وإيمانه وحريته وعائلته ليخدم تونس الحبيبة”.
وأردف: “لقد شرفنا الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة -غفر الله له- بأن منحنا –أنا وأخي علي غالب همت- الجنسية التونسية في ستينيات القرن الماضي، وسجّلنا جوازات سفرنا في القنصلية التونسية في العاصمة النمساوية فيينا، حيث كنّا نقيم، وأبلغ القصر الرئاسي السفير التونسي بذلك، ولذلك فقد حرص السفير شخصيا أن يمهر بطاقات الهوية بتوقيعه وليس فقط بتوقيع القنصل، وبالفعل صدر لنا ولعائلتنا الدفتر العائلي”.
وتابع: “عندما انتقلنا للإقامة في سويسرا سجّلنا في القنصلية التونسية في مدينة بيرن، ولأسباب بيروقراطية، وللحفظ في أرشيف العائلة طلبنا شهادة الجنسية فُأعطيت لنا من القنصلية بحسب القانون، ورجونا الرئاسة أن نحصل على شهادة الجنسية من وزارة العدل وليس فقط من القنصلية وأُعطيت التعليمات لوزارة العدل لإصدار الشهادة وصدرت وأُرسلت لنا بالفعل، رغم أننا لا نحتاجها لحصولنا على جنسيات أخرى وأصبحنا من متعددي الجنسيات”.
وأكمل: “بناء على تعليمات الرئاسة التونسية فقد وقّع السفير التونسي في فيينا بنفسه على بطاقات الترسيم الخاصة بحصولنا على الجنسية، رغم أن الإجراءات العادية كانت تستلزم توقيع القنصل فقط”.
ونفى “ندا” بشكل قاطع أن تكون هناك “أي شبهات لا من قريب أو بعيد بشأن حصولهما على الجنسية التونسية، والتي شدّد على أنهما حصلا عليها بطريقة شرعية وقانونية بنسبة 100%، خاصة أن كل الشهادات المرتبطة بها موثقة تماما بشكل لا لبس فيه”.
وأردف القيادي البارز بجماعة الإخوان: “المفارقة العجيبة والغريبة هنا هي أننا حينما حصلنا على تلك الجنسية كان البحيري سجينا في السجون التونسية”.
بخلاف ذلك، نوّه “ندا” إلى أنه يحتفظ بما وصفه بـ”أرشيف الرئيس بورقيبة الخاص ببعض الأسماء والشخصيات التونسية، ومنها قيس سعيد وتوفيق شرف الدين”، مؤكدا أنه لا يستطيع أن ينشر أي شيء منها، إلا بعد أن يؤذن له من الوصي عليها”.
وقال: “هذه قصص مضى عليها أكثر من نصف قرن، وللأسف تُنهش القبور لتصفية أخلص الوطنيين في الدولة التونسية الذين قضوا شبابهم في تضحيات شهد بها العدو والصديق من أجل تونس الحبيبة”.
واختتم “ندا”، وهو المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، بقوله: “لعل تلك المعلومات والحقائق المؤكدة تنقذ أحد رموز الربيع التونسي، وإلا فستكون كل قطرة من دمه لعنة على الظالم”.
المصدر: (عربي 21)