هل تكتب قطر “عقد قران” جديد بين السعودية وتركيا؟
لندن ــ الرأي الجديد
أكدت صحيفة “وال ستريت جورنال”، وجود مساع قطرية للوساطة بين ولي العد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
وفيما يلي نص المقال مترجما..
مع تزايد جدية قرار الولايات المتحدة، على مغادرة الشرق الأوسط، باتت تفكر دول المنطقة لملء الفراغ الذي يحدثه خروج الداعم السابق لها، أميركا، وذلك من خلال عقد أحلاف وتكتلات جديدة. فقد تكون براغماتية أردوغان، إلى جانب قلق بن سلمان بشأن مستقبل خليفة والده، قوة دافعة رئيسية في هذا التقارب.
وفيما يتعلق بتحقق هذا التقارب السياسي، يجب على بن سلمان أن يضع جانباً امتعاضه من تركيا بشأن ملف اغتيال خاشقجي، وأن يكف عن سياساته الإقليمية المتعارضة مع التوجه التركي.
في المقابل تتعهد تركيا بأن لن تضر بالسعودية أو بن سلمان، من خلال تقربها إلى أصدقاء وأعداء السعودية في المنطقة. وهو أمر لا يبدو صعبا لكلا الطرفين. فتركيا استفادت من اغتيال خاشقجي خير الاستفادة، كما لم يحقق ابن سلمان مكاسب كثيرة أو مهمة في القضايا الإقليمية، لتكون مصدر قلق له.
واقع السياسة السعودية في السنوات التي أعقبت وصول بن سلمان إلى الحكم، يمكن تلخيصه في جملة واحدة، وهي “عدم التوصل إلى تحقيق جميع الرغبات”، والمؤشر الرسمي والواضح لذلك هو تقليص الرياض لميزانيتها الدفاعية للعام القادم.
ويعتبر ابن سلمان نفسه خلال الظروف الجديدة للمنطقة، أنّه لم ينتصر في الكثير من المعارك والصراعات، خصوصا في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها، وفي نفس الوقت يرى نفسه خارج سياق المصعد الإماراتي في علاقة بملف التطبيع، وأخيراً في ملف التقارب من مصر، لا يرى نفسه منتفعا بقدر تركيا، لذلك حاول وفي الدورة الـ42 لقمة مجلس التعاون، التي عقدت أمس في المملكة العربية السعودية، حاول كسب ود المصريين بحجة هذه القمة، والنقطة اللافتة في هذا الاجتماع، هي أن بن سلمان دعا إلى “الوحدة”، بدلاً من “التعاون” بين الأعضاء الحاليين والمستقبلين في هذا التكتل.
ومع وجود التركيبة غير المتجانسة لدول مجلس التعاون بالإضافة إلى مصر، والاختلافات العديدة وبالطبع المنافسة بين أعضاء المجلس، ليس من الواضح متى سوف يقترب أعضاء هذه المجموعة من بعضهم البعض.
لكن المؤكد أن هذه الدول محكوم عليها بغض الطرف عن بعض مطالبها السابقة لصالح العيش في الظروف والتطورات الجديدة.
وهذا هو السبب في أن البيان الختامي للاجتماع الأخير كان مليئا بالرسائل المتناقضة. ومن هذه الرسائل إعادة التأكيد على مطالبة الإمارات بالسيادة على الجزر الإيرانية الثلاث، فيما لم ينفض طحنون بن زايد بعد عن ملابسه غبار زيارته إلى إيران!
كما أن التركيز على موضوع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بينما بادرت الإمارات والبحرين إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، يبدو أن هذا التركيز أشبه بمزحة.
وخلاصة القول، إنّ نبأ الانسحاب الأميركي من المنطقة عرض أولويات بعض الدول، وخاصة حلفاء الولايات المتحدة، إلى هزة عنيفة، وعلى الرغم من أن هذه الدول حاولت وتحاول سلوك طريق السلام مع إسرائيل، إلا أنها في الواقع لا تثق بهذا الكيان وعلاقاتها المستقبلية معه.. ويكمن خوفهم الرئيسي والعام من إسرائيل، تكون صداقتها غير موثوقة، وجاهزة للطعن من الخلف، صديق بمظهر لطيف، لكن بذات ملؤءها العداء والكراهية.