“العفو الدولية”: دول غنية تخزن اللقاحات وشركات أدوية متواطئة.. والفقراء يتهددهم “أوميكرون”
نيويورك ــ الرأي الجديد
كشفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، أن الدول الغنية وشركات الأدوية، “تقاعست بشكل كارثي عن ضمان المساواة في الحصول على لقاحات كورونا، ما حرم مليارات الأشخاص من أدوية منقذة للحياة هذا العام”.
وأوضحت المنظمة، أن الدول الغنية وشركات الأدوية، “استمرت في تجاهل المناشدات المتكررة من منظمة العفو الدولية، وغيرها، مثل منظمة الصحة العالمية، لضمان حصول ما لا يقل عن 40 بالمائة من الأشخاص في البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل على التطعيم بحلول نهاية 2021.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار: “على الرغم من أن العالم قد أنتج حوالي 11 مليار جرعة من اللقاحات، إلا أن سبعة بالمائة فقط من الناس في البلدان المتدنية الدخل، تلقوا جرعة واحدة، فلماذا يتم حرمان البلدان الفقيرة من الحصول على الأدوية المنقذة للحياة، بينما تجلس الدول الغنية على أكوام من المخزون غير المستخدم؟”.
ناقوس إنذار للدول الغنية
وأشارت المنظمة إلى أن “التقاعس عن تطعيم الجميع – بغض النظر عن المكان الذي ينتمون إليه – يترك سكان العالم بأسره عرضة للمتحورات الجديدة. والسبيل الوحيد لكسر هذه الحلقة المفرغة، هو ضمان حصول الجميع على اللقاحات، وينبغي أن يكون ظهور متحور أوميكرون، بمثابة ناقوس إنذار للدول الغنية وشركات الأدوية، التي تقاعست عن معالجة الوباء على المستوى العالمي”.
وشددت المنظمة على أن شركات الأدوية أخفقت في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، “حيث أصدرت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر تصريحات مضللة مفادها أن لقاحها سيكون متاحا لكل مريض وبلد ومجتمع يسعى للحصول عليه، بينما قامت في الواقع بتقديم الغالبية العظمى من لقاحاتها للبلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، ولم تتمكن منافستها، شركة موديرنا، من تطوير لقاحها إلا بدعم من علماء الحكومة الأمريكية، ومبالغ ضخمة من المساعدات المالية، لكنها أعطت أيضا الأولوية للمبيعات إلى الدول الغنية، ولا تزال كلتا الشركتين تقدمان أقل من واحد في المئة من مخزونهما إلى البلدان المتدنية الدخل”.
ورفضت شركتا موديرنا وفايزر، والشركات المصنعة للقاحات الأخرى، أسترازينكا وجونسون أند جونسون، بشدة، دعم الإجراءات التي من شأنها رفع حماية الملكية الفكرية مؤقتا، وتبادل تكنولوجيا اللقاح مع الشركات المصنعة الأخرى حول العالم، من أجل السماح بتكثيف الإنتاج العالمي، بحسب التقرير.
الجشع أعمى بصيرة الغرب
وقالت الأمينة العامة للمنظمة: “كنا نأمل أن يساهم الضغط الدولي في فتح عيون الدول الثرية، وشركات الأدوية الكبرى، للتوقف عن اكتناز اللقاحات ومشاركة حقوق الملكية الفكرية، لكن الجشع أعمى بصيرتها”.
وأضافت كالامار: “الكثير من البلدان المتدنية الدخل تكابد الآن لمحاربة متحور جديد مميت (أوميكرون)، في حين لم يتلقَ غالبية سكانها أي لقاح، وما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية الآن، فسيستمر وباء كورونا في إحداث الفوضى لسنوات قادمة، والسؤال الرئيسي الآن هو: ماذا سيحدث إذا بقيت أجزاء كبيرة من العالم من دون تطعيم؟ والآن، بات واضحا أكثر من أي وقت مضى أن لا أحد في أمان، ما لم يكُن الجميع في أمان”.