هيئة مقاومة التعذيب تشتكي للقضاء بأمنيين ومسؤولين على تعنيف المعتصمين ضدّ “الإنقلاب”
تونس ــ الرأي الجديد
أعلنت الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب، عن “منعها من مقابلة محتجزين إثر الإيقافات التي جرت يوم أمس بشارع الحبيب بورقيبة خلال اعتصام مبادرة مواطنون ضد الانقلاب”.
وقررت الهيئة، “التشكي وتتبّع المخالفين، وتحميل المسؤوليّات الفرديّة والمؤسّساتية لكلّ من عطل أعمالها في اللّيلة الفاصلة بين 18 و19 ديسمبر الجاري”.
وقالت الهيئة في بلاغ صادر عنها اليوم، أنّ فريقا من عضوين توجّه ليلة أمس إلى مقرّ الفرقة المتعهّدة بالبحث ببن عروس، قصد التقصّي حول وضعيّة الموقوفين يوم أمس بشارع الحبيب بورقيبة”.
وأشارت إلى أنّه تمّ تعطيل فريق الزيارة عن الولوج إلى مقرّ الفرقة وقتا طويلا، وإلى أنه تم بعد ذلك السماح له بالدّخول والتعريف بمهمّته.
وأضافت أنه تمّ بعد انتظار دام ساعة كاملة، إعلام فريق الزّيارة من قبل المشرفين على المكان، بمنعه من إجراء محادثات فرديّة مع المحتجزين والأمنيّين المشتكى بهم..
وأبرزت أن “الفصل الرّابع من القانون الأساسي عدد 43 المتعلّق بالهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب، يمكنها من الدّخول إلى كلّ أماكن الاحتجاز ومنشآتها ومرافقها، وإجراء مقابلات خاصّة مع الأشخاص المحرومين من حرّيتهم، أو أيّ شخص آخر يمكن أن يقدّم معلومات دون وجود شهود، وذلك بصورة شخصيّة أو بالاستعانة بمترجم محلّف عند الاقتضاء”.
وأضافت أن حالة المنع من إجراء المحادثة الفرديّة المتعلّقة بظروف الإيقاف المسجّلة ليلة البارحة تعتبر “سابقة خطيرة لم تعهدها الهيئة ولا يمكن تبريرها بالنظر لأنها تمارس تلك الصلاحيّة منذ سنة 2016 داخل كل أماكن الاحتجاز وفي كلّ أنواع الوضعيّات التي قامت بمراقبتها “.
وأشارت إلى أنّ الفصل 13 من القانون الأساسي ذاته، “لا يمكن للسّلط المعنيّة الاعتراض على زيارة دوريّة أو فجئيّة لمكان بعينه، إلّا لأسباب ملحّة وموجبة، لها علاقة بالدّفاع الوطني أو بالسّلامة العامّة والكوارث الطبيعيّة، أو باضطراب خطير في المكان المزمع زيارته، بما يحول مؤقتا دون الزيارة، ويكون ذلك بقرار كتابيّ معلّل، يبلّغ فورا إلى رئيس الهيئة، وينصّ فيه وجوبا على مدّة المنع المؤقت”.
وأكّدت أنّ كلّ من يخالف ذلك، “يكون عرضة للتتبّعات التأديبيّة.. وقررت الهيئة، وبناء على ذلك، “التشكّي وتتبّع المخالفين، وتحميل المسؤوليّات الفرديّة والمؤسّساتية، لكلّ من عطل أعمال الهيئة في اللّيلة الفاصلة بين 18 ديسمبر 2021 و19 ديسمبر 2021”.
يُذكر أنّ حملة “مواطنون ضدّ الانقلاب”، أعلنت أمس إن قوات الأمن شنت هجوما وصفته “بالعنيف” على المناهضين للانقلاب والمعتصمين، وأنها استعملت الغاز الخانق والماتراك، ما انجرّ عنه إصابات عديدة في صفوف المعتصمين.
فيما اتهمت وزارة الداخلية في بلاغ لها، منسقي الحملة والاعتصام، بتعنيف أعوان الأمن لدى قيامهم بمهمتهم التي كلفوا بها..