“عبد الله غل”… هل ترشحه المعارضة التركية للرئاسيات في مواجهة أردوغان ؟
إسطنبول ــ الرأي الجديد
رغم الدعوات المتكررة من المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة في تركيا، لم تتفق أطيافها وتكتلاتها على مرشح واحد ينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
اللافت مؤخرا هي الزيارات المنفصلة التي أجريت من زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وزعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو للرئيس التركي السابق عبد الله غل، والحديث عن لقاء جمعه برئيس بلدية إسطنبول الطامح لخوض سباق الرئاسة أكرم إمام أوغلو.
وسابقا لم يخفِ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو رغبته بترشيح غل لمنافسة أردوغان، مكررا اعتراضه بشأن إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.
كليتشدار أوغلو في ذات الوقت، يتصرف وكأنه المرشح لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقد ألمح بذلك سابقا، لكن زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار ترسل رسائلها الراغبة بترشيح إمام أوغلو.
المعارضة تتجه إلى “غل”
الجديد، هو ما كشفه صحفي تركي على قناة “A HABER”، أن المعارضة التركية بدأت بالتحرك من أجل التوافق على عبد الله غل ليكون مرشحا مشتركا لمنافسة أردوغان في الانتخابات المقبلة.
وقال الكاتب التركي متين أوزكان، إن حزب الشعب الجمهوري أخذ زمام المبادرة ليقنع شركاءه بالتحالف من أجل ترشيح غل للرئاسة.
وأضاف أن الحزب الذي يقوده كليتشدار أوغلو كلف صحفيا يعمل في قناة “HALKTV” (دون ذكر اسمه) للتنسيق بين الأحزاب بهذه المسألة.
وتطالب المعارضة التركية بإجراء انتخابات مبكرة مستغلة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة وانخفاض العملة التركية وارتفاع التضخم الذي يواكب إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة والخطة الاقتصادية التي تبناها القائمة على جلب الاستثمارات للبلاد.
حزب الشعب الجمهوري.. يرفض
ومع توارد الحديث عن إمكانية ترشيح غل من حزب الشعب الجمهوري لمنافسة أردوغان في انتخابات الرئاسة، رفضت أصوات داخل الحزب ذلك مشيرين إلى أن غل هو عدو لمؤسس الحزب والجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، فيما هدد عدد من نشطاء الحزب في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم لن يشاركوا في التصويت بالانتخابات.
ما إمكانية أن يكون غل مرشحا مشتركا للمعارضة؟
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، أشار إلى أن كليتشدار أوغلو خاض حملة في الأشهر الماضية بالتلميح بأنه سيكون مرشحا لسباق الرئاسة، وقطع الطريق أمام مناقشة بشأن إمام أوغلو ومنصور يافاش داخل حزب الشعب الجمهوري وأمام رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار بوضع اسمه بالمقدمة.
وتساءل في مقال على صحيفة “حرييت”، أنه “هل هذا يعني بأن كليتشدار أوغلو المرشح الوحيد بلا منازع في تحالف المعارضة؟”، مجيبا: “بالتأكيد لا.. ويدرك شركاء التحالف بأن زعيم حزب الشعب الجمهوري لديه رغبة فعلا لخوض سباق الرئاسة، ولكنها تدرك جيدا بأن هذا الطرح لن يمنحها التفوق بالانتخابات الرئاسية”.
وأشار إلى أن هناك تقييما بأن شركاء التحالف سيقطعون الطريق أمام كليتشدار أوغلو وإمام أوغلو ومنصور يافاش، وتمهيد الطريق لعبد الله غل.
ورأى سيلفي، بأن ترشيح غل لن يكون ممكنا للغاية، في ظل مقاومة جدية من داخل حزب الشعب الجمهوري.
الراغبون والرافضون
يختلف شركاء المعارضة بشأن عبد الله غل والذي ينتمي إلى تيار المحافظين. والراغبون بترشيحه هم كليتشدار أوغلو وعلي باباجان وكارامولا أوغلو، كما أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يبرز سابقا أي رد فعل بشأنه.
وعلى صعيد آخر، ترفض شريحة كبيرة لدى حزب الشعب الجمهوري لا سيما الكماليين، بالإضافة لزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، ومحرم إنجه الذي انشق عن حزبه وأسس حزبا جديدا قوامه من الكماليين.
ميرال أكشنار التي ترفض ترشح غل ألمحت سابقا بأنها لا ترغب بأن تكون مرشحا رئاسيا، وأبدت دعما واضحا حول إمام أوغلو ومنصور يافاش.
ويرى مراقبون بأنه طالما توجد ميرال أكشنار ضمن تحالف المعارضة، فلن يكون غل هو المرشح المشترك للتحالف.