“جريمة الغرب”… الكتاب الذي يعيد طرح الأسئلة الحارقة حول الدور الأوروبي في فلسطين
باريس ــ الرأي الجديد / كتبت ضحى العقربي
يتابع الرأي العام الأوروبي والعالمي، كتابا جديدا صدر بباريس، يعيد طرح الأسئلة الحارقة حول القضية الفلسطينية، وما تسمية جريمة الغرب في هذه القضية.
“جريمة الغرب” (Le Crime de l’occident)، للكاتبة والمثقفة الفرنسية، “ڤيڤيان فورستييه”.
وشرحت الكاتبة، في مؤلفها، كيفية ارتكاب الغرب جريمته بحق الشعب الفلسطيني، وهي في عمقها ــ كما تقول ــ “جريمة أوروبية ارتكبت بحق اليهود، ومن ثم أطلقوا وعد بلفور البريطاني، وبتأييد من الأوروبيين، الذين منحوا اليهود حق ارتكاب مجازرهم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وتشريدهم وتهجيرهم، وصولاً لاحتلال وطنهم فلسطين”.
وطرحت “فيفيان فورستييه”، جملة من الأسئلة على الحكومات الأوروبية والرأي العام في أوروبا، من بينها:
ـــ مَن أحرق مَن؟ أهم عرب فلسطين الذين أحرقوا يهود أوروبا أم الأوروبيون هم الذين ارتكبوا المحرقة؟
ـــ مَن جوّع مَن؟ أهم عرب فلسطين الذين جوّعوا يهود أوروبا أم إننا نحن من قام بذلك؟
ـــ مَن أقام المقابر الجماعية؟ أهم عرب فلسطين الذين قاموا بذلك أم نحن الأوروبيين؟
ـــ مَن قام بتهجير السكان الأصليين لفلسطين؟ ومن ثم احتلالها بالقوة والترهيب، أهم الفلسطينيون أم اليهود؟
وبشير كتاب “جريمة الغرب”، إلى أن اليهود كانوا يعيشون معنا، بل إنهم في الأندلس، كانوا مستشارين في مصارف بيروت وبغداد والقاهرة وسورية والعراق وفي المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب)، حيث كان لديهم شأن ومقام مثل غيرهم من المواطنين والسكان.
وتتهم “فيفيان فورستييه”، الأوروبيين “بصنع هذه المأساة للشعب الفلسطيني، والفوضى للعالم العربي”. وتضيف: “نحن الأوروبيين لفظنا اليهود، ورمينا بهم في فلسطين. نحن الأوروبيين، غسلنا عارنا بدماء الفلسطينيين، وتركنا اليهود يتفننون في قتل وذبح وهدم بيوت الفلسطينيين، وتهجيرهم والاستيلاء على أرضهم، واحتلال بلدهم تحت أعيننا، وجعلنا من المظلومين إرهابيين ظالمين”، وفق تعبيرها.
وتوجهت الكاتبة في مؤلفها، إلى الأوروبيين بالقول: “ردوهم إلى أوروبا، وابحثوا عن محارق اليهود وأفران الغاز في أوروبا، وليس في فلسطين”.
ويتزامن ظهور هذا الكتاب الذي يثير زوبعة من التحاليل والنقد، مع نشر عدّة صحف ومنابر إعلامية إسرائيلية، مقالات ودراسات، تتحدث عن “الهجرة المعاكسة” لليهود في العالم، من خلال شراء الشقق والعقارات والأراضي خارج إسرائيل..
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نشرت في الآونة اأخيرة، مقالاً تحت عنوان “الهجرة المعاكسة وشراء شقق خارج إسرائيل تحسباً لليوم الأسود”، وهو ما يعني ــ وفق بعض الملاحظين ــ فذلك يعني استحالة قيام دولة يهودية، وتفكك الكيان الإسرائيلي..
وتفيد كتابات إسرائيلية كثيرة منذ مدّة، أنّ هذا الإحساس، بات متجذراً في وجدان اليهود الصهاينة، الذين أضحوا متأكدين من “حتمية زوال إسرائيل”، وفق بعض التقديرات والكتابات، الغربية، قبل العربية الشرقية..