ماذا وراء الأرقام التي تصدرها وزارة الداخلية بشأن أعداد المشاركين في المسيرات ؟؟
تونس ــ الرأي الجديد (قسم الشؤون الوطنية)
أوضحت وزارة الداخلية، السبت، في بلاغ لها، أن الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها أحد الأحزاب (الحزب الدستوري الحر) صبيحة اليوم 20 نوفمبر 2021 بساحة القصبة أمام مقر رئاسة الحكومة والتي انتهت على الساعة 13.20 شارك فيها حوالي 1000 شخص حسب تقديرات المصالح الأمنية.
وكانت وزارة الداخلية، قالت في وقت سابق، أنّ عدد الذين حضروا مسيرة 14 نوفمبر بباردو، بلغ 1000 شخص.
ويرى مراقبون، أنّ وزارة الداخلية، بإصدارها هذه الأرقام المتشابهة بين الطرفين، تؤشر للتدخل ــ من موقعها ــ في الصراع السياسي، فهل هي محاولة من المؤسسة الأمنية، للتقليل من حجم المعارضين لرئيس الجمهورية، أم هي في إطار التماهي مع قناعات الرئيس قيس سعيّد، الذي طالما انتقد الأحزاب، وحاول ترذيلها وتتفيه دورها وشيطنتها، وتقديمها على أنها سببا رئيسيا في الأزمة..
ويعتبر ملاحظون، أنّ هذا دور جديد للمؤسسة الأمنية، لم يسبق أن قامت به منذ ثورة جانفي 2011، حيث كانت بعيدة عن التجاذبات، وعلى شبه حياد تام إزاء مجريات الشأن السياسي..
وتتزامن هذه الملاحظات، مع تولي توفيق شرف الدين، وزارة الداخلية، وهو الرجل المعروف بقربه من رئيس الجمهورية، على الصعيد الشخصي، وعلى مستوى الأفكار والمقاربات.