“فيسبوك” تخبئ رئيسها من المشهد… وتهم الفساد تلاحق زوكربيرج بفعل مديرة المشاريع
واشنطن ــ الرأي الجديد / محمد سعيد
سجّل غياب زوكربيرج، صاحب شركة فيسبوك، جدلا واسعا في الولايات المتحدة والعالم، بعد الهزة التي عرفتها الشركة، في أعقاب فضح “الفساد” الذي عرفته فيسبوك، والتي ساهمت مدير المشاريع في الشركة، في إبرازها وفضحها.
وزاد غياب مارك زوكربيرج عن الصورة بهذا الشكل، من الوضع سوءًا.
وتحدثت مصادر قريبة من محيط زوكربيرج، أنّ الشركة، قد “خبأته” عن الأنظار، سيما وأنّ مارك زوكربيرج، هو أهم متخذي القرار داخل الشركة، وهو مسؤول بشكل أو بآخر عن تلك الأحداث.
ملفات مسربة
وشهدت الأيام الماضية، زلزالا عنيفا وغير مسبوق في شركة فيسبوك، بدأت بتعطّل موقع التواصل الاجتماعي لعدّة ساعات، ترتب عنه خسارة زوكربيرج نحو 7 مليار دولار، وفقدان جزء هام من مصداقية الشركة في سوق الأسهم الأميركية، مرورا بتسريب مديرة المشاريع في الشركة، لعدّة ملفات تخص تهم الفساد لصاحب “الفيسبوك”.
فقد تم تسريب مجموعة كبيرة من الملفات الداخلية الخاصة بشركة “فيسبوك” خلال الفترة الأخيرة، ولاحقًا كشفت المسرّبة، عن هويتها، لتكون فرانسيس هاوجن، التي كانت تعمل كمديرة للمشاريع في الشركة.
وتضمنت التسريبات معلومات تؤكد أن فيسبوك تساهلت في التعامل مع صحة المراهقين النفسية، في مقابل الترويج للمحتوى الذي يثير تفاعل المستخدمين مهما كان مضرًا. إلى جانب دراسات داخلية، قامت بها الشركة حول الضرر الذي تسببه منصة إنستجرام لمستخدميها.
وبطبيعة الحال فإن الشركة قد رفضت تلك الادعاءات بشكل تام. لكنها لجأت لأسوأ الوسائل الممكنة للتعامل مع هذه القضية، وهي إخفاء مارك زوكربيرج عن الصورة من ناحية، وتشويه فرانسيس هاوجن من ناحية أخرى.
وازداد الأمر تعقيدا، بعد تصريح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، إدوارد ماركي، التي وصفت فرانسيس هاوجن بأنها “البطلة الأمريكية للقرن الواحد والعشرين”، مضيفة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدين لها بالكثير من الامتنان”.
وتوضح هذه الملفات، تفضيل الشركة بشكل دائم للأرباح والنمو، في مقابل التهاون مع صحة المستخدمين الشخصية، والضرر الذي قد يتعرضون له، خصوصًا الأطفال والمراهقين.
فيسبوك تهاجم “هاوجن”
واعتبرت مواجهة شركة زوكربيرج، لمديرتها السابقة “خارجة عن الموضوع”، خصوصا وأنّ شكل المواجهة اتخذ صبغة قد لا تليق بها وبالصيت الذي عرفت به في العالم..
فقد وصفتها الشركة، بأنها موظفة غير مهمة، ولا يمكنها من الأساس أن تكشف عن فسادٍ ما، وضمنيًا أيضًا تمت الإشارة إلى أنها ليست محلًا للثقة، حتى ولو كانت تمتلك مستندات تؤيد ادعاءاتها.
وقد صرّحت الشركة أيضًا قائلة: “نحن لا نتفق مع طريقة وصفها لبعض المشاكل الذي تحدثت عنها أثناء الجلسة”، وهو ما يعني أن الشركة ترى أن هاوجن تكذب بشأن ما تحدثت عنه.
واستكمالًا للتصريح ذكرت الشركة: “بالرغم من كل هذا، نحن جميعًا نتفق على أن هذا هو الوقت المثالي لتشريع قوانين جديدة للإنترنت، حيث إن القوانين الحالية قد مر عليها 25 عامًا”.