القصة المثيرة لإعصار شاهين.. كيف تكونت العاصفة الإعصارية على مدى 4 آلاف كيلومتر؟
واشنطن ــ الرأي الجديد
في صباح 24 من سبتمبر الماضي، لاحظ الباحثون في إدارة الأرصاد الجوية الهندية، أن خليج مرطبان (Gulf of Martaban) الواقع شرقي خليج البنغال هو “منطقة ضغط منخفض” تستحق الملاحظة الدقيقة، ساعات قليلة فقط مرّت قبل أن تعلن تلك المنطقة “منطقة ضغط منخفض مميزة”.
وبحلول عصر اليوم نفسه قام الباحثون في الإدارة بترقية ما يحدث في خليج البنغال على أنه انخفاض حاد في الضغط الجوي، في هذه الحالة تكون أقصى سرعة للرياح السطحية بين 31 و61 كيلومترا في الساعة، وترشح لتصبح إعصارا مداريا.
وليتكون أي إعصار، فإنه لا بد من وجود فارق كبير في الضغط الجوي بين منطقة منخفضة الضغط تكون مركز الإعصار، ومناطق مرتفعة الضغط تحيط بها.
دور الرياح
هنا يمكن للرياح أن تجري في صورة دوائر بين الضغط المرتفع والمنخفض، ومن ثم فإن كل انخفاض في الضغط الجوي يرفع من احتمال نشوء الإعصار.
بعد ذلك، أصدرت الإدارة بيانا يرشح تلك المنطقة لتصبح عاصفة إعصارية (Cyclonic Storm) مع سرعة رياح 63-118 كيلومترا في الساعة، حيث إن درجة حرارة سطح المياه مرتفعة، مما يمكن أن يغذي الإعصار بالطاقة، وأشارت كذلك إلى أن الإعصار سيتخذ طريقا شماليا غربيا، من خليج البنغال، ليمر إلى بحر العرب.
وبحلول عصر يوم 26 سبتمبر/أيلول الماضي أعلن المركز ترقية الحدث بالفعل إلى عاصفة إعصارية، دخلت إلى الهند شمالي ولاية “أندرا براديش” (Andhra Pradesh)، وأطلق عليها لقب “جولاب” (Gulab) وتعني باللغة الأردية “الوردة”.
وكانت تلك هي قمة العاصفة الإعصارية، وما إن دخلت إلى الولايتين المجاورتين في الهند، وهما “تيلانغانا” (Telangana) و”فيداربا” (Vidarbha)، حتى انخفضت سرعة الرياح مرة أخرى، وأعيد الحدث إلى حالة “انخفاض جوي حاد” ثم إلى “منطقة ضغط جوي منخفض مميزة”.
جولاب يستعيد قوته
مع ضعف إعصار “جولاب” لاحظت إدارة الأرصاد الجوية الهندية أن بقاياه قد تعبر بحر العرب، وتتجدد لتصبح إعصارا استوائيا.
وفي يوم 29 سبتمبر الماضي في تمام الساعة 20:30 بتوقيت الدوحة أصدر مركز التحذير المشترك من الأعاصير (JTWC) في الولايات المتحدة الأميركية بيانا يقول إن بقايا إعصار جولاب مرشحة لتصبح إعصارا جديدا، والسبب في ذلك أن المياه تكون أسخن كلما توجهنا نحو الشمال الغربي، وبذلك هناك فرصة أفضل لتكون الإعصار.
في مساء 29 سبتمبر كانت إدارة الأرصاد الجوية الهندية قد أعطت ترقية للحدث، فأصبح عاصفة إعصارية جديدة أطلق عليها اسم “شاهين”، وتعني الصقر، واستمرت العاصفة الإعصارية في خط سيرها (شمال غرب) لتصل – في حالة نادرة جدا – إلى خليج عمان، ويبلغ أثرها الشديد الدول المجاورة.
في هذه الحالة كانت العاصفة الإعصارية في أشد أحوالها حيث وصلت سرعة الرياح إلى نطاق (إعصار من الدرجة الأولى) وفيه تكون السرعة 119-163 كيلومترا في الساعة.