“ديقاج” لقيس سعيّد… كيف قطعت التلفزة الوطنية “الأولى” البثّ لإنقاذ رئيس الجمهورية ؟
تونس ــ الرأي الجديد
عندما كان رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، يخطب أمام نفر من أنصاره بمقر ولاية سيدي بوزيد، ارتفعت بعض الأصوات من الحضور، بشعار الثورة التونسية، “ديقاج”، فما كان من رئيس الجمهورية، إلا أن ازداد حنقا، وأطلق على معارضيه وصف “الخونة” بشدّة..
وأثارت هذه الأصوات غضب بعض الحضور، إلى جانب مرافقي رئيس الجمهورية، فيما قامت التلفزة التونسية (الوطنية الأولى)، بقطع البثّ مباشرة، وأعلن قارئ الأخبار، نهاية نشرة الثامنة، مشيرا إلى أنّ التلفزة ستبث لمشاهديها، كلمة رئيس الجمهورية لاحقا.. بل حاول بعض تقنيي التلفزة (حتى لا نعمم)، فسخ الفيديو الذي يترجم عملية ديقاج هذه، لكن دون جدوى..
عادت حليمة إلى عادتها القديمة، واستأنفت المؤسسة التي يدفع التونسيون من مالهم الخاص، نفقة إدارة التلفزة ومسؤوليها الذين تم انتقاؤهم بعناية لكي يلعبوا هذه الأدوار التي لا تليق بالإعلام التونسي والإعلاميين، العاملون في التلفزة من الزملاء في كافة الاختصاصات، قبل غيرهم…
والسؤال المطروح هنا: أين نقابة الصحفيين؟ وأين الهايكا؟ وأين النخب السياسية؟ بل أين الإعلاميون والمجتمع المدني؟
ما حصل أمس لا يمكن أن يمرّ دون معاقبة المتورطين في ذلك، حتى لا يصادر رأ الشعب أو قسم منه بعد اليوم، مهما كان الماسك بالحكم في بلادنا..