في تقرير لــ “رويترز”: صمت قيس سعيد يزيد من مخاوف التونسيين من المستقبل
تونس ــ الرأي الجديد (وكالات)
بعد مرور 5 أسابيع على إجراءات يوم 25 جويلية الماضي واستيلاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد على الحكم وأسبوع على تمديد إجراءات الطوارئ إلى أجل غير مسمى، أعرب التونسيون عن مخاوفهم بصورة متزايدة بشأن صمت الرئيس حيال الأزمة التي تمر بها تونس، حسب وكالة “رويترز” للأنباء.
وقالت رويترز، إن قيس سعيد تحدث بصفة مستمرة عن قضايا تتعلق بالفساد وتخفيض الأسعار في مقاطع فيديو، نُشرت عبر صفحة الرئاسة الرسمية، لكنه لم يسمِّ رئيسا جديدا للوزراء، ولم يوضح خطته في إدارة الأمور.
من جانبها عبرت سميرة السالمي بائعة ملابس تونسية لرويترز عن ثقتها كما الغالبية العظمى من التونسيين في الرئيس قيس سعيد، معتبرة أنه تأخر كثيرا في إصدار قراراته النهائية، مطالبة بإجابات سريعة على حد قولها.
استياء بدأ يتسع
وقالت رويترز، إن الخطوات التالية لسعيد، هي ما سيحدد إذا كان تدخله يوم 25 جويلية “انقلابا”، كما وصفه منتقدوه.
مقابل ذلك يتلقى سعيد دعما على نطاق واسع من قبل عامة الشعب، لكنهم مستاؤون من الشلل والتدهور الاقتصادي، فخطوات سعيد المقبلة ربما قد تعتبر بمثابة إعادة ضبط للديمقراطية، أو بوابة للعودة إلى الاستبداد، حسب رويترز.
ويتوقع التونسيون والطبقة السياسية، أن يغير الرئيس الدستور لمنحه المزيد من الصلاحيات، بعد أن جمّد عمل البرلمان.
ويعتبر الدستور الحالي الذي جرى الاتفاق عليه عام 2014، كحل وسط في لحظة استقطاب متوترة بعد ثورة 2011، والتي كانت سببا في إدخال الديمقراطية إلى تونس، لكنه لم يحظ بموافقة كبيرة من قبل بعض المرشحين في انتخابات عام 2019، بما فيهم قيس سعيد، إذ نادى هؤلاء باستمرار، بتعديله..
ومع ذلك، لم يصرّح سعيد بشكل علني عن أي دستور جديد، أو ما إذا كان سيقوم بحل البرلمان المجمد، ولم يعلن حتى عن نهاية فترة الطوارئ المستمرة حتى اللحظة.
في السياق نفسه، أشارت رويترز، إلى أن سعيد رفض المقترحات التي قدمها الاتحاد العام التونسي للشغل والمقرضين الأجانب الرئيسيين، من أجل تقديم “خارطة طريق” واضحة، قائلا: “ابحثوا عنها في كتب الجغرافيا”، كما كان قد أكد الأسبوع الماضي العمل على تعيين حكومة جديدة قريبا.
الخوف من المجهول
وبينما أعربت الأحزاب السياسية والمواطنون والنقابات المختلفة والحلفاء الغربيون، عن مخاوفهم من تأخر الرئيس في الإعلان عن برنامج وخطة واضحة، تقول رويترز: “يبدو أن القليل منهم على استعداد لوضع سعيد تحت ضغط شعبي حتى الآن”.
وأضافت “رويترز”، إن هجمات سعيد المكثفة على الفساد، وارتفاع الأسعار، تحظى بدعم شعبي كبير، الأمر الذي قد يجعل منتقديه غير قادرين على معارضته.
وقال أحمد عابد أحد موظفي البنوك في حديثه لرويترز، إن الرئيس يواجه ضغوطا، فبدأ بحملة لتطهير الجهاز الإداري والأمني، وهو مهتم بالمواطن العادي الذي يمنحه الثقة العالية على حد قوله.
وتعتبر رويترز، أن أكبر المنتقدين لقرارات الرئيس، هي حركة النهضة (الإسلامي المعتدل)، الذي وصف إجراءات 25 جويلية بالانقلاب، ومع ذلك فقد تراجع الحزب في خطابه، مشيرا إلى أنها “انتهاك دستوري”، في غضون ذلك تصاعدت حدة الخلافات داخل النهضة.
من جانبه قال مستشار زعيم حركة النهضة ماهر مذيوب، إن هناك مخاوف من المجهول، فالرئيس لديه كل القوة، ولم يعلن عن خططه بعد، ومع ذلك قد ينفد صبر التونسيين.
في حين أعرب الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، عن قلقه المتزايد من تجمع السلط في يد الرئيس دون إطار زمني واضح.