عبد الوهاب الهاني يكشف: الباخرة المُحمَّلة بالقمح الأوكراني إلى تونس ليست سوى باخرة قمامة
جينيف ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)
اعتبر عبد الوهاب الهاني الناشط السياسي، وعضو لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، أن أنباء غرق الباخرة المُحمَّلة بالقمح الأوكراني إلى تونس “لا تنبئ بخير”، حسب تقديره.
وأشار الهاني، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك”، إلى أنّ الباخرة، “طائر البحر” /Sea Bird ، هي “باخرة قِمامة قديمة ومصنَّفة في القائمة السَّوداء الدُّوليَّة لنقل القَمْح الأوكراني إلى تونس”.
وتساءل الناشط السياسي، عن الإجراءات التي اتخذتها تونس لمنع التعاقد مع بواخر القمامة، وعن المسئول عن ذلك”.
ولفت الهاني، إلى أنّ الباخرة، قديمة الصُّنع منذ سنة 1985، وعُمرها 36 سنة، وهو سن يتجاوز سن الإحالة على التَّقاعد للبواخر المُشابهة (الإحالة على التَّقاعد تتمُّ بين 27 و 32 سنة كسن أقصى، حسب الاستعمال والصِّيانة)، وهي مُصنَّفة في القائمة السَّوداء لتصنيف باريس، وقد خضعت لرقابة مصالح الموانئ الحكوميَّة 30 مرَّة منذ سنة 2015 (بمُعدل مراقبة كل شهريْن)، وأثبتت المراقبة في كل مرَّة، وجود إخلالات مُتعدِّدة حسب موقع “maritime-executive” المختص في الملاحة البحريَّة..
ولمّح الهاني إلى “حصول إهمال أدَّى إلى غرق الباخرة، حسب زعمه.
وأضاف قائلا: “كانت السَّفينة المُحمَّلة بـ 7000 طن (طاقة استيعابها 7600 طن) من القمح الأوكراني في طريقها إلى ميناء سوسة بتونس، بعد توقُّفها في موانئ روسيا، ثمَّ إسطنبول بتركيا، قد ارتطمت بصخرة بحريَّة في سواحل جزيرة كرافيا ببحر إيجه باليونان.. وهي على ملك شركة لُبنانيَّة، مملوكة في ليبيريا، ومسجَّلة بعَلَم التوغو (بعد بيعها عديد المرَّات منذ تاريخ إبحارها الأوَّل 36 سنة خَلَت)، وطاقمها مُكوَّن من 16 سوريًّا تمَّ إنقاذهم جميعا والاحتفاظ بهم لدى خفر السَّواحل والحرس اليوناني”..
وطرح عضو لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، جملة من الأسئلة، من بينها: من تعاقد مع هذه الباخرة؟ وما هي هويَّة ومسؤوليَّة المُشغِّل / المُتعاقد التُّونسي؟ وما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذتها الدَّولة التُّونسيَّة لمنع التَّعاقد مع بواخر القِمامة (bateaux poubelles) المُصنَّفة على القائمة السَّوداء (black list) دوليًّا، والممنوعة من الإبحار والرُّسو في مياه وموانئ الدُّول التي تحترم نفسها؟ وما هي سوابق تعاقد تونس وميناء سوسة تحديدا، مع الباخرة القِمامة المُصنَّفة في القائمة السَّوداء الدُّوليَّة؟ وما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذتها السُّلطات البحريَّة التُّونسيَّة ووزارة النَّقل والوزير شقشوق، للتَّحقيق في هذه الكارثة؟ وما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذها القضاء التُّونسي للمشاركة في التَّحقيق اليوناني والدُّولي، حول الكارثة، وفتح التَّحقيقات في الجانب التُّونسي، خاصة فيما يتعلق بعلاقة صفقة الباخرة بملفَّات الفساد في قطاع توريد القمح والقمح المسرطن”..
وأوضح خفر السواحل اليوناني في بيان صادر عنه، أنّ الباخرة، التي أبحرت من أوكرانيا، وكانت متوجهة إلى تونس، “أرسلت سفينة الشحن (الباخرة القمامة)، إشارة استغاثة بعد اصطدامها بجزر صخرية في جنوب غرب بحر إيجه”.
وأضاف: “السفن المجاورة أنقذت كلّ أفراد الطاقم، البالغ عددهم 16 سوريا، ولم يتضح بعد سبب الحادث”.
وأكّد خفر السواحل اليوناني، أن 3 سفن لمكافحة التلوث توجهت إلى مكان الحادث للتحقق مما إن كان هناك أي تسرب من سفينة الشحن.