لماذا لم يلتق الوفد الأميركي رئيس البرلمان التونسي ؟ وماذا كان موقف رئاسة الجمهورية ؟
تونس ــ الرأي الجديد / كتب صالح عطية
أكدت مصادر دبلوماسية، أن الوفد الأمريكي الذي زار تونس وسط الأسبوع المنقضي، قد غادر تونس مساء اليوم الاثنين، بعد أن التقى رئيس الجمهورية، وتقابل مع بعض منظمات المجتمع المدني.
وعلمت “الرأي الجديد” من مصادر سياسية متطابقة، أنّ الوفد الأميركي أعلم من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في رئاسة الجمهورية، أنّ مقابلة سياسيين أو برلمانيين غير متاح للوفد، وأنّ ذلك من المسائل التي ينزعج منها رئيس الجمهورية، وهو ما يفسّر اكتفاء الوفد بمقابلة منظمتي “بوصلة” و”أنا يقظ”، فقط، دون غيرهما من الأحزاب أو البرلمانيين أو النقابيين..
لكنّ مصادرنا تؤكد بأنّ رئيس الجمهورية، لم يذكر شخصية بعينها، وخاصة شخص رئيس البرلمان المجمّد، راشد الغنوشي، غير أنّ ما وقع إعلام الوفد الأميركي به، على النحو المذكور سابقا، فهم من قبل الأميركيين بأنّ المعنيّ به، هو الغنوشي تحديدا، ولذلك صرف الوفد أنظاره عن هذه المقابلة..
ويبدو من خلال المعلومات التي حصلت لدينا، أنّ من تقاليد البروتوكولات الأميركية، أن يلتقي الوفد الرسمي الذي يمثّل البيت الأبيض، المسؤولين عن رئاسة الجمهورية، ولا تسمح هذه البروتوكولات والتقاليد الأميركية في العلاقات الدولية، بإجراء مقابلات مع خصوم الرئيس أو الأطراف التي لديها خلافات معه، فهناك قنوات أخرى يمكن أن تقوم بهذا الدور، الذي عادة ما تضطلع به بشكل سري.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر جديرة بالثقة، لــ “الرأي الجديد”، أنّ الوفد الأميركي، لم يجد أرضية تفاهم واضحة مع الرئيس قيس سعيّد، سواء فيما يتعلق بعودة البرلمان، أو تشكيل حكومة جديدة، أو حتى تعيين رئيس حكومة، وهو ما دفع الوفد الأميركي إلى “إمهال” رئيس الجمهورية إلى غاية اليوم الاثنين، لمعرفة إجابته النهائية بخصوص “العرض” الأميركي، ولا يبدو أنّ وفد البيت الأبيض، كما سمته الصحافة الأميركية، قد حصل على إجابة كان ينتظرها، بل على العكس من ذلك تماما..
إذ يبدو ــ وفق معلومات موثوقة ــ أنّ الرئيس قيس سعيّد، أبلغ الأميركان، أنّه اتخذ التدابير الاستثنائية في ظل الدستور، وأنّ عودة البرلمان بشكله الحالي، سيجعله يعود إلى ما قبل 25 جويلية، وأنّ الشعب التونسي، يطالبه بالمضي قدما باتجاه محاربة الفساد، وهو ما يضطلع به حاليا، في كنف القانون، وفق ما أبلغه للأميركيين، أما بخصوص تشكيل حكومة وتعيين رئيس للوزراء، فقد طمأن رئيس الدولة ضيوفه، بأنّ ما يتعلق بالحكومة، سيأتي أوانه، فما يزال أمامه الوقت دستوريا.
لكنّ مصادرنا، رجحت من ناحية أخرى، أن يتم عقد لقاء بين رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، والأميركيين، قد يتم في غضون الأيام القليلة المقبلة، ضمن أطر مختلفة، ومسؤولين من مستوى آخر.
يذكر أنّ الوفد الأمريكي رفيع المستوى، كان قد سلم الرئيس قيس سعيّد، رسالة خطية من الرئيس الأمريكي، جو بايدن الجمعة الماضية.
وترأس الوفد، جوناثان فاينر، مساعد مستشار الأمن القومي.