ماذا قال الرئيس الأميركي لقيس سعيّد ؟ وبماذا ردّ رئيس الجمهورية ؟… تفاصيل مهمة
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
قالت مصادر جديرة بالثقة لــ “الرأي الجديد”، أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعا الرئيس، قيس سعيّد، إلى الإسراع بالعودة إلى ما قبل 25 جويلية الماضي، التي اتخذ رئيس الدولة خلالها، قرارات بتجميد البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة، هشام المشيشي، ورفع الحصانة عن النواب، وإسناد سلطة النيابة العمومية لصلاحياته، قبل أن يتراجع لاحقا، تحت ضغط المنتقدين.
وكان الرئيس، قيس سعيد، تلقى أمس، رسالة خطية من الرئيس الأمريكي جو بايدن، من قبل وفد أمريكي، ترأسه جوناثان فاينر، مساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الذي أبلغ سعيد بأن الرئيس الأمريكي يتابع تطور الأوضاع في تونس.
وذكر بلاغ عن البيت الأبيض مساء أمس، أنّ الرسالة تضمنت تأكيدا من الرئيس الأميركي، “دعمه الشخصي ودعم إدارة بايدن ــ هاريس للشعب التونسي، وللعودة السريعة إلى مسار الديمقراطية البرلمانية في تونس”، وهي المفردة التي لم تذكرها رئاسة الجمهورية في تونس في البلاغ الصادر عنها أمس.
ووفق المعلومات التي حصلت لدينا، فإنّ الرئيس قيس سعيّد، عبر عن عدم استعداده للعودة إلى ما قبل 25 جويلية، محاولا إقناع الأميركيين، بأنه فعل ذلك لمصلحة الشعب التونسي، الذي نزل للشارع في ذات اليوم للمطالبة بحلّ البرلمان.
وحرص سعيّد، على إبلاغ الأميركيين، بأنّ الضجّة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات، ليست سوى إشاعات يتم ترويجها، وأنه حريص على حماية هذه الحقوق والحريات..
غير أنّ وجهة النظر هذه، لا يبدو أنها أقنعت الأميركيين، ما يجعل الرئيس قيس سعيّد، يواجه مشكلا رئيسيا، يتعلق بعودة البرلمان، وهو أمام خيارين لا ثالث لهما حاليا، إما العودة للبرلمان، وهو ما سوف يجعله في حرج أمام أنصاره وجزء هام من الشعب التونسي، الذي يطالب يحلّ البرلمان، أو التمديد في تجميد البرلمان وعدم إعلان رئيس للحكومة، بما يجعله يراوح مكانه سياسيا وشعبيا، مع إمكانية أن يثير غضب بعض الأطراف الدولية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
يذكر أنّ هذه المرة الأولى منذ “انقلاب” سعيّد على الدستور التونسي، التي يتواصل فيها الرئيس الأميركي عبر الرسالة الخطية مع رئيس الدولة، بما يعني أنّ الإدارة الأميركية تراقب الوضع التونسي بشكل دقيق، وهي حريصة على حلحلته في أقرب وقت ممكن، حتى لا يستمرّ الفراغ في الدولة، وبخاصة في الحكومة بهذا الشكل.