هل التحق خصوم “النهضة” بحاشية الرئيس؟ قيس سعيد يبدأ في “تفكيك” هيمنة النهضة..
تونس ــ الرأي الجديد / سندس
شدد رئيس الجمهورية، قيس سعيد متوجها للمكلف الجديد بوزارة الاتصال: على أنّ ”الدولة هي دولة كل التونسيين، ولا تُنشأ الوزارات أو الإدارات لخدمة بعض الأشخاص.. أجهزة التنصت وتحديد الخارطة الانتخابية بناء على معطيات تتوفر للدولة لا للأحزاب، بناء على حياد الدولة.. وليس كما حصل في المدة والسنوات الأخيرة”.
وأضاف سعيّد لدى محادثته أمس مع المكلف بتسيير وزارة تكنولوجيات الاتصال، نزار بن ناجي: ”مهمتكم تبدو تقنية خالصة، لكنها ذات أهمية بالغة، ولا أشك لحظة في أنك ستتولى هذه المسؤولية بروح وطنية عالية..”
وتعكس هذه التعبيرات، مطالب بعض القوى السياسية، التي اتهمت حركة النهضة طيلة السنوات الماضية، بسرقة معطيات التونسيين من الوكالة التونسية للإنترنت، وتوظيفها لمصالح حزبية، خصوصا في الانتخابات، ولممارسة الضغط على التونسيين من السياسيين ورجال الأعمال.
ويبدو أنّ حاشية الرئيس، التحقت بها بعض هذه القوى السياسية، من الخصوم / الأعداء لحركة النهضة، حيث بدأت تفوح رائحة مطالبها، بدء بالإيقافات، والأشخاص المعنيين بها، مرورا بالمعطيات المتعلقة بمكالمات التونسيين، وصولا إلى مسألة التنصت، ومن المنتظر أن تعطى التعليمات لبحث ملف “الاغتيالات السياسية” و”الغرفة السوداء” و”الجهاز السري”، و”التمويل الأجنبي”، وغيرها..
هل نحن أمام محاسبة حقيقية، أم أنّ الرئيس يشكّل حاليا “أوراقه الجديدة” للتفاوض بقوة مع من سيمثل حركة النهضة؟ أم هي مجرد اختراقات معروفة لأطراف سياسية، سينتهي مفعول تأثيرها، بمجرد انطلاق الحوار السياسي، الذي سيكون المحصلة النهائية لهذه الفترة، ما بعد 25 جويلية؟
الأكيد أنّ جزء ممن يديرون الأمور في القصر الرئاسي، أو ممن لديهم قنوات اتصال بمن يدير الأمور هناك، يدفعون رئيس الجمهورية، إلى الدخول في معارك إيديولوجية وسياسيوية بدلا منهم..
فهل نحن أمام أجندا رئاسية فعلا، أم أن مسارات الأمور، تتجه نحو منعرجات أخرى، خصوصا بعدما رشح من تدخلات إقليمية ودولية؟
الأكيد أن بوصلة رئاسة الجمهورية، لم تضبط بعد، وهو ما يجعل القرارات المتخذة إلى حدّ الآن، لا تنتمي إلى خطة عمل حقيقية، وتصور واضح لاتجاهات الأمور في القصر الرئاسي..
قد تكون مخلفات الصدمة التي أصابت خصوم الرئيس، وصلت اليوم إلى مؤسسة الرئاسة ومن يحرك خيوطها وقراراتها..
السؤال الأهم: هل نحن في الربع ساعة الأول لما بعد 25 جويلية؟ أم نحن “خلاص” ــ كما يقول المشارقة ــ في الهزيع الأخير منه ؟
لننتظر…