“واشنطن بوست”: أصوات من مصر والسعودية والإمارات تحتفي بأزمة تونس
واشنطن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا الأربعاء 28 جويلية / يوليو تناول دور نشطاء ومؤثرين سعوديين وإماراتيين ومصريين في الأحداث السياسية الأخيرة في تونس.
وقالت الصحيفة إن الصحف والمعلقين التلفزيونيين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية والإمارات ومصر أشادوا بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد واعتبروها انتصارا للإرادة الشعبية على النهضة.
وسعت الدول الثلاث إلى جانب المعارضين التونسيين لحركة النهضة منذ سنوات إلى ربط الحركة بجماعة الإخوان المسليمن واتهموها بالتحريض على الإرهاب منذ فترة طويلة، لكن حركة النهضة أكدت أنه لا تربطها أي صلة بجماعة الإخوان حسب الصحيفة.
واستعرضت واشنطن بوست بعض المقتطفات: أعلنت صحيفة عكاظ السعودية شبه الرسمية أن “تونس تتمرد على الإخوان”، في حين كتب الموقع الإخباري الإماراتي 24 عن “قرار شجاع لإنقاذ تونس” بينما وصفت صحيفة الأهرام المصرية الأحداث بأنها “خسارة آخر معقل للإخوان المسلمين في المنطقة”.
وقال المذيع المصري البارز أحمد موسى إن العالم العربي يشهد “سقوط آخر الإخوان المسلمين”.
وقالت الصحيفة إن السعودية ومصر والإمارات، تعتبر أن الحركات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، تهديدا وجوديا لأنظمتها، لا سيما في ظل الدعم الشعبي الذي اكتسبته الجماعات الإسلامية بعد ثورات الربيع العربي.
السعوديون والإماراتيون
وقالت واشنطن بوست إن حزب النهضة حصد أكبر عدد من الأصوات في أول انتخابات ديمقراطية جرت في تونس بعد ثورة 2011.وقالت “في مصر الدولة الوحيدة الأخرى في الربيع العربي التي انتقلت إلى الديمقراطية، كان أداء الإخوان المسلمين جيدا في استطلاعات الرأي، لكن تم الإطاحة بهم في انقلاب عسكري عام 2013، الأمر الذي نال دعما سريعا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة”.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن “الانقلاب الذي حدث في مصر تسبب برعب لحركة النهضة ما جعلها تدخل في تحالفات مع أحزاب علمانية أدت إلى تراجع شعبيتها منذ ذلك الحين. وازدادت موجة الغضب تجاه الحركة بعد موجة الوباء التي عصفت في البلاد واقتصادها فارتفعت الدعوات لحل البرلمان بقيادة زعيم النهضة راشد الغنوشي حسب الصحيفة”.
وكتبت “قرر الرئيس قيس سعيد تجميد عمل مجلس نواب الشعب وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت الأحد 25 جويلية/يوليو وأبدت غضبا واسعا ضد حركة النهضة من خلال مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت متظاهرين وهم يهاجمون مكاتب الحركة”.
من جانبها شجبت حركة النهضة تحركات سعيد ووصفتها بأنها انقلاب. وقال رئيس البرلمان راشد الغنوشي في بيان إن الحركة تدعو إلى مزيد من المشاورات والحوار وتحث سعيد على التراجع عن قراراته حسب الصحيفة.
ونقلت صحيفة “مدى مصر” المستقلة عن مسؤولين حكوميين قولهم إن مصر تعتقد أن تحركات الرئيس التونسي تهدف إلى الحد من نفوذ النهضة السياسي، لكن القاهرة تأمل في النهاية الحفاظ على النظام الديمقراطي التونسي الذي يعتبر مصدر إلهام للمصريين.
ونقلت واشنطن بوست عن المحللة في الشأن الخليجي وقت الأزمات الدولية إلهام فخروا قولها “إن المملكة العربية السعودية والإمارات ستنظران إلى التطورات في تونس على أنها انتصار لنوع السياسة الخارجية التي كانا يحاولان الترويج لها على الصعيد الإقليمي، وهي سياسة تهدف إلى مواجهة الأيديولوجية الإسلامية”.
تلاعب على تويتر
وقالت واشنطن بوست إن الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة مارك أوين جونز، تحدث عن أدلة حول حملات تلاعب على تويتر قادها بشكل كبير مؤثرون سعوديون وإماراتيون، حيث قام جونز بتحليل آلاف التغريدات ووجد أن معظم المستخدمين الذين يغرّدون أيو يعيدون تغريد المنشورات باستخدام وسم “تونس تنتفض ضد الإخوان”، حددوا مواقعهم في المملكة السعودية ومصر والإمارات.
قبل إعلان الرئيس التونسي عن قراراته الأخيرة بثلاثة أيام، تقول واشنطن بوست إن نائب قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم غرّد برسالة غامضة “أخبار سارّة… ضربة جديدة… قوية… قادمة للإخوان”.
وكان رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي قد اتهم في مقابلة تلفزيونية مع قناة “تي آر تي التركية” الناطقة بالعربية، وسائل إعلام إماراتية بالضغط من أجل حدوث انقلاب في تونس حسب الصحيفة.
وقالت واشنطن بوست إنه لا يوجد دليل على أن الحكومات الأجنبية ضغطت على رئيس الجمهورية لاتخاذ قراراته الأخيرة، لكن قوات الأمن التونسي داهمت مكتب قناة الجزيرة في تونس ما أثار المخاوف بشأن قمع حرية الصحافة.
من جانبه دعا السيناتور كريس مورفي في الحزب الديمقراطي إدارة الرئيس الأمريكي وبايدن إلى التحقيق في تدخل محتمل من قبل السعودية والإمارات في الأزمة السياسية في تونس.
وقالت الصحيفة إن مقدم البرامح التلفزيونية المصري معتز عبد الفتاح كتب على فيسبوك “ما يحدث في تونس ليس ثورة على جماعة الإخوان المسلمين بل رد فعل على شلل الحياة السياسية”.
وحسب الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إتش إيه هيليير أيا كان ما يحدث في تونس التي تعتبر رمز الثورة في المنطقة ستكون له آثار مضاعفة.
وبالنسبة للبعض في تونس فإن التحركات ضد المؤسسات التي يقودها أو يدعمها حزب النهضة الإسلامي المعتدل ترقى إلى حد الانقلاب، في حين احتفى آخرون بقرارات الرئيس قيس سعيد، بينما ظلت جمعيات المجتمع المدني على الحياد حسب واشنطن بوست.