مشعل يدعو إلى انتفاضة شاملة في “جميع المواقع”…
الدوحة ــ الرأي الجديد
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، خالد مشعل، إن الحركة تقود الآن الشعب الفلسطيني، لأن الدور الأولي للقيادة تحت الاحتلال، هو قيادة الفلسطينيين نحو الحرية والتحرير.
وفي مقابلة صحفية، هي الأولى باللغة الإنجليزية مع الحركة منذ وقف إطلاق النار يوم الجمعة الماضي، دعا مشعل إلى انتفاضة شاملة في “جميع المواقع” داخل أراضي فلسطين التاريخية – القدس المحتلة والبلدة القديمة والضفة الغربية وداخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال مشعل في مقابلة مع موقع “ميديل إيست آي”، الذي ترأس المكتب السياسي لحركة حماس حتى عام 2017، “إن الحركة على استعداد للحديث مع الولايات المتحدة”.
وفي رسالة موجهة بشكل مباشر إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أضاف مشعل: “نحن لا نعاديكم، وإن كنا نعترض على كثير من سياساتكم المنحازة لصالح إسرائيل، وضد مصالحنا العربية والإسلامية. ولكننا لا نقاتلكم.. ولذا، فنحن مستعدون للتواصل مع أي طرف بدون شروط”.
وحذر من أن حماس “لن تغير موقفها تجاه إسرائيل”، قائلا: “مهما طال الزمن، وهذه هي رسالتي إلى بايدن، إلى الولايات المتحدة وجميع الدول الغربية، التي ما تزال تضع حماس على قوائم الإرهاب، أقول لهم: مهما طال الزمن حماس لن تخضع لشروطكم”.
ولدى سؤاله ما إذا كان يرى بأن محمود عباس قد بقيت لديه أي سلطة كرئيس فلسطيني بعد الجولة الأخيرة من القتال، أجاب مشعل: “نحن لا نستثني أحداً ولا نلغي دور أحد”. وقال مشعل إن الوظيفة الأولى للقيادة في مثل هذه الظروف، هي النضال والمقاومة وقيادة الفلسطينيين نحو الحرية والتحرير.
الانتخابات ليست الخيار الوحيد
وكانت “حماس”، تستعد لخوض غمار المعركة الانتخابية إلى جانب “حركة فتح” والفصائل الفلسطينية الأخرى، قبل أن يعلن عباس عن إلغائها.
وقال مشعل إن حماس لديها ثقة بنفسها، وأنها مازالت مستعدة لطرح نفسها عبر صناديق الاقتراع، ولكن الانتخابات ليست الخيار الوحيد.
وقال في إشارة واضحة لعباس: “حماس لا تخشى أن تعرض نفسها على الشعب من خلال صناديق الاقتراع. ربما غيرها يخشى ذلك”.
ولكنه مضى ليقول: “ومع ذلك، وتارة أخرى، هل الانتخابات هي الخيار الوحيد؟ هل هي الجزئية الوحيدة في منظومة المصالحة وإصلاح البيت الفلسطيني؟ لا”.
ولدى سؤاله عما يمكن أن يجعل “حماس” تلجأ إلى إطلاق الصواريخ ثانية، قال مشعل إن وقف إطلاق النار لم يكن مشروطاً فقط، بإنهاء إسرائيل هجماتها على غزة، بل وأيضاً بإنهاء اقتحامات قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وبإنهاء عمليات طرد الفلسطينيين سكان حي الشيخ جراح وسكان القدس الشرقية. وقال: “إنما اندلعت المعركة لتلك الأسباب. سوف تتوقف صواريخ المقاومة من غزة إذا انتفت تلك الأسباب”.
“حماس” والانتخابات
وقال مشعل، كان يدور نقاش حاد داخل حماس حول الحكمة من المنافسة في الانتخابات في ظروف، لا يتسنى للحركة فيها العمل بحرية كحزب سياسي، ثم ما لبثت الانتخابات أن تأجلت، وإن كان كثيرون يرون أنها ألغيت، من قبل عباس الذي تحجج برفض إسرائيل السماح للمقدسيين بالتصويت.
وأكد مشعل وجود “نقاش داخلي” حول الحكمة من المشاركة في الانتخابات في الضفة الغربية، ولكنه أصر على أن الانتخابات من حيث المبدأ لم تكن موضع اعتراض.
وأضاف: “لا يوجد تناقض بين المشاركة في المعركة السياسية من خلال الانتخابات، والشراكة ودعم القضية والتعبئة من أجلها.. فكلا المعركتين ترتبطان ببعضهما البعض”.
“المصالح” مع مصر
تحدث مشعل عن مصر بعبارات دافئة، وقال مشعل “إن دور مصر في الشأن الفلسطيني دور أساسي، على الرغم من وجود خلافات”.
وأضاف: “تتطلب المصالح المشتركة، أن يعمل الطرفان معاً، وقد توفر أدواراً يتفق الجانبان عليهما، ويعملان فيها معاً على الرغم من الخلافات”.
ومضى يقول: “إننا نرحب بالدور المصري كما نرحب بأدوار الدول العربية والإسلامية، أو أي بلد في العالم، طالما أن ذلك يخدم شعبنا، ويوقف العدوان ضده ويخدم صموده”.
وأضاف خالد مشعل: “أعتقد أن الجميع قد أدرك عبثية المفاوضات، وعدم نجاعة عملية السلام واتفاقيات السلام مع إسرائيل، وعبثية التطبيع”، مشددا على أنّ الذين ظنوا أن إسرائيل جزء طبيعي من المنطقة مخطئون. ظن بعضهم أن بإمكانهم الاستقواء بإسرائيل في مواجهتهم لبعض خصومهم هنا أو هناك”.
وأضاف: “الكل على يقين الآن بأن إسرائيل هي العدو الحقيقي للمنطقة، وأن إسرائيل كيان هش، وأن بإمكاننا أن نهزمها بدلاً من الاستمرار في الشكوى حول السياسة”.