قيس سعيد في باريس من أجل السودان: لماذا لا يدعو إلى مؤتمر دولي من أجل سداد الديون التونسية؟
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
على خلاف ما تم التسويق له في البيانات الرسمية، وفي بعض وسائل الإعلام الفرنسية، فإنّ القمة التي ستنعقد في باريس بداية من يوم غد، ليست حول “الاقتصاديات الإفريقية”، وإنما هي بشأن مجموعة “أصدقاء السودان”، لبحث كيفية خلاص ديون السودان المتراكمة، وهي مبادرة إماراتية سعودية على أرض فرنسية..
وسيحضر هذه القمة، عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، منهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إضافةً إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، ومريم صادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية..
كما تحضر أشغال القمة، المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا والنرويج ودول أخرى، بالإضافةً إلى المدير العام لصندوق النقد الدولي، ومديرة عمليات النقد الدولي، ومدير عام مؤسسة التمويل الدولية في باريس، وغيرها من المؤسسات المالية الدولية.
وتحرص فرنسا التي كان رئيسها، إيمانويل ماكرون، وعد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، في سبتمبر الماضي، “بتوفير دعم دولي لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان”، تحرص على تأكيد وجودها الفاعل في إفريقيا، التي خسرت فيها الكثير من المواقع، أمام الاختراق الأميركي والبريطاني الهائل خلال السنوات القليلة الماضية..
وكانت فرنسا أول الدول من ساند عملية الانتقال الديمقراطي، ومجلس السيادة، بقيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك، الذي بادرت بدعوته إلى باريس.
وتهدف القمة، إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار الدولي في السودان، وهو ما سيتم مناقشة خلال المنتدى الاقتصادي. لكنّ الموضوع الرئيسي الذي ستتم مناقشته والتوصل إلى حلول بشأنها، هي ديون السودان، وما إذا كان بالإمكان جدولتها أو إلغاؤها، لتمكين مجلس السيادة من العمل بعيدا عن الضغوط الشعبية المتزايدة، والشكوك التي تحوم حول تبعية المجلس لبعض الدول الخليجية، المتخصصة في الانقلاب على ثورات الربيع العربي، وعلى دعم الثورة المضادّة في تونس وليبيا واليمن وسوريا.
وتتوقع فرنسا، جمع 1.4 مليار دولار، لدفع مخلفات الديون السودانية المستحقة لصندوق النقد الدولي.
والسؤال المطروح في هذا السياق، هو: ما الذي يجعل رئيس الجمهورية يحضر اجتماعا من هذا القبيل، لا ناقة لتونس ولا جمل فيه، وفي مخرجاته؟
كان يفترض أن يدعو الرئيس التونسي، إلى مؤتمر دولي بشأن تونس وديونها المتخلدة بذمّة المؤسسات المالية الدولية وبعض الدول الشقيقة والصديقة، منها فرنسا.