حسب “التايمز” البريطانية: الصراع الإيراني الإسرائيلي يتجه نحو نهاية مدمرة في الشرق الأوسط
لندن ــ الرأي الجديد (صحف عالمية)
قالت صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية، أن “حرب الظل” التي تدور رحاها في الشرق الأوسط برا وبحرا وجوا وعلى شاشات التلفاز بين إسرائيل وإيران، قد تتصاعد إلى صراع شامل، يجرّ معه القوى العظمى، ويشعل المنطقة نارا وفوضى.
وذكرت الصحيفة – في تقرير لمحررها للشؤون الدبلوماسية روجر بويز- أنه على مدى أسبوع واحد فقط، ظهرت جليا للجميع ملامح اللعبة “عالية المخاطر”، التي تورط فيها الطرفان، متسائلة عما إذا كانت مواقفهما وتحركاتهما على الأرض، مقدمة لحرب شاملة.
ففي أسبوع واحد فقط، هلل الرئيس الإيراني حسن روحاني في 10 أفريل بما حققه البرنامج النووي الإيراني أثناء احتفال بلاده باليوم الوطني للتكنولوجيا النووية.
وفي اليوم التالي انطفأت الأضواء في مصنع “نطنز” لتخصيب اليورانيوم بمحافظة أصفهان إذ أدى انفجار غامض، هو الثاني في غضون عام، إلى إتلاف آلاف من أجهزة الطرد المركزي داخل المنشأة.
تحدّ إسرائيلي لإيران
وبحلول يوم الاثنين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقف إلى جانب وزير الدفاع الأميركي الجديد لويد أوستن، معلنا أن بلاده “لن تسمح لإيران أبدا بامتلاك قنبلة نووية”، في تلميح ضمني إلى مسؤولية بلاده عن هجوم “نطنز”.
ويوم الأربعاء مع بداية شهر رمضان، أعلنها روحاني مدوية حين أكد أن طهران ستبدأ بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، أي أقل من نسبة 90% اللازمة لتصنيع أسلحة نووية، لكنها أعلى بكثير من نسبة 3.67% المتفق عليها مع الغرب بمقتضى الاتفاق النووي.
وقال روحاني الذي كان غربيون يعدّونه في مرحلة ما “إصلاحيا”، “عندما ترتكب جريمة ما نقطع يدك.. سنقطع كلتا يديك، إحداهما بأجهزة الطرد المركزي (المتقدمة) من طراز (IR-6) والأخرى بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. وبالطبع لن ننتظر شيئا قبل فعل ذلك”.
وشهد الأسبوع الحالي ما يبدو أنه ردّ إيراني على هجوم نطنز إذ وقع انفجار في مصنع إسرائيلي للأسلحة المتطورة تصنع فيه محركات وأنظمة اعتراض الصواريخ ومنصات إطلاق الأقمار الصناعية، لكن السلطات الإسرائيلية قالت – وفق روايتها الرسمية – إن الحادث كان نتاج “اختبارات روتينية”.
هجمات بحرية
وأخطأ صاروخ أطلق من سوريا الخميس الماضي مقاتلة إسرائيلية، كانت بصدد شنّ غارة على قاعدة أمامية تديرها إيران في الداخل السوري، وسقط داخل إسرائيل، منفجرا على بعد عشرات الكيلومترات فقط من مركز الأبحاث النووية في ديمونة، ولو أنه أصاب المقاتلة أو المنشأة النووية الإسرائيلية – تؤكد الصحيفة – لكان العالم مختلفا عما هو عليه الآن في نهاية الأسبوع.
من ناحية أخرى، أحصى محللون بحريون ما يعتقدون أنها عشرات الهجمات على السفن التي تحمل النفط أو الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، إذ عطلت أكثر من ألف طلعة جوية إسرائيلية فوق الأجواء السورية، طرق الإمداد الجوية والبرية التي تربط إيران بحزب الله في لبنان.
كما أصاب التخريب أنابيب النفط تحت البحر العام الماضي، بسبب منع تفريغ النفط الإيراني في مصفاة بانياس السورية، ويعتقد الإيرانيون أن هذا العمل من تنفيذ قوة كوماندوز بحرية إسرائيلية من وحدة “شايتيت-13” (Shayetet-13) السرية المعروفة باسم “أهل الصمت”.
وتختتم الصحيفة بأنه سواء أكان هذا الأمر صحيحا أو لا، فإن الغموض الناجم عن هذه العملية وغيرها من العمليات، يخدم موقف إسرائيل جيدا بحسب طريقة التفكير الإسرائيلية، إذ يعتقد الإسرائيليون أن حالة الشك والريبة المتقدمة في إيران إلى جانب البؤس الاقتصادي، يبقيان طهران في حالة ركود بعيدا عن الحرب، بيد أن هذا الأمر لا يأخذ بالاعتبار الشعور المتزايد بالإذلال الذي تشعر به النخب الإيرانية، بما يحرك فيها دافع ردّ الفعل والانتقام والثأر من العمليات الإسرائيلية.
المصدر: صنداي تايمز