قمة المناخ.. بايدن “يفسخ” إرث ترامب… ترحيب فرنسي ألماني.. وتعهدات تركية روسية
تونس ــ الرأي الجديد
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن دول العالم، إلى “التحرّك” لخفض الانبعاثات الملوثة، وتعهد بخفض الاحتباس الحراري في بلاده بمقدار النصف بحلول عام 2030، في حين أطلق رؤساء الصين وتركيا وروسيا والعديد من قادة العالم تعهدات في الاتجاه ذاته.
جاء ذلك خلال قمة دولية افتراضية استضافتها الولايات المتحدة اليوم الخميس، لبحث التغير المناخي، بمشاركة أكثر من 40 دولة.
وقد لقي موقف بايدن ترحيبا من الأسرة الدولية بعدما كان سلفه دونالد ترامب ينكر وجود مشكلة الاحتباس الحراري.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه تحدث إلى الخبراء بخصوص المشاكل المناخية، وقال إن هناك إمكانية “لمستقبل أكثر ازدهارا وإنصافا. المؤشرات لا لبس فيها، والعلم لا يمكن إنكاره، ولكن تكلفة التقاعس عن العمل لا تزال تتصاعد. الولايات المتحدة لا تنتظر. نحن مصممون على اتخاذ إجراءات.. ليس على مستوى حكومتنا الاتحادية فحسب، بل على مستوى مدننا وولاياتنا في جميع أنحاء البلاد، وحتى الشركات الصغيرة والكبيرة”.
وأضاف أنه “من خلال الحفاظ على هذه الاستثمارات وتشغيل هؤلاء الناس، تنطلق الولايات المتحدة على طريق خفض غازات الدفيئة إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد”.
وذكّرت وزيرة الخزانة الأميركية بأن واشنطن تريد تمويل خلال العام المقبل الصندوق الأخضر من أجل المناخ بقيمة 1.2 مليار دولار إضافي.
جهود حثيثة
لكن الرئيس الأميركي قال إن بلاده مسؤولة فقط عن أقل من نصف الانبعاثات العالمية، وإنه لا يمكن لأي دولة أن تحل تلك الأزمة بمفردها.
وطالب جميع الدول وخاصة ذات الاقتصاديات العملاقة بأن تتقدم للإسهام في حل الأزمة.
من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل خفض انبعاثات غاز الكربون باللجوء إلى التقنيات الأقل اعتمادا على هذا النوع من الغاز.
وقال بوتين في كلمته خلال قمة المناخ إن خفض انبعاثات غاز الميثان إلى النصف كفيل بخفض درجة الحرارة بـ1.8% بحلول العام 2050.
وخلال مشاركته في القمة، أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أن بلاده ستستضيف منتدى المبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر من أجل تحقيق أهداف مبادرتين أطلقهما ولي العهد السعودي.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن خفض انبعاث الغازات الدفيئة والتحول الأخضر الصديق للبيئة يجب أن يكونا في جوهر تعافي الاقتصاد في فترة ما بعد جائحة كورونا.
وأوضح أردوغان في كلمة خلال قمة المناخ أن بلاده أدرجت خفض انبعاث هذه الغازات ضمن حزمة الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنه في شهر مارس/آذار الماضي.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده “مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، وخصوصا الولايات المتحدة” على هذه الجبهة، رغم التوترات الشديدة بين القوتين العظميين في عدد كبير من الملفات. وجدّد التأكيد على هدف بلاده تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
فرنسا وألمانيا ترحبان
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “أنا مسرورة لرؤية الولايات المتحدة تعود للعمل معنا من أجل المناخ”. وجاء كلامها ليصبّ في اتجاه تصريحي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا”.
وتعهد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال القمة بخفض بنسبة 40% إلى 45% بحلول 2030 مقارنة بالعام 2005، بدلا من 30% في الخطة السابقة.
وأعلن نظيره الياباني يوشيهيدي سوغا أن اليابان ستخفّض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 46% بحلول 2030 مقارنة بعام 2013، مقابل 26% في السابق.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس أن قمة المناخ التي نظمها الرئيس الأميركي جو بايدن تشكّل “نقطة تحول” في مسار مكافحة الاحتباس الحراري، رغم أنه “لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”.
وقال في بيان إن “الالتزامات والإجراءات التي أعلن عنها” قادة العالم في القمة الافتراضية “تعطي دفعة طال انتظارها لجهودنا الجماعية لمواجهة أزمة المناخ قبل القمة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في غلاسكو” بأسكتلندا.
المصدر : الجزيرة + وكالات