الأحزاب العلمانية تغيب عن الانتخابات الجزائرية وسط ضعف اليسار… وهذه الأسباب
الجزائر ــ الرأي الجديد
أعلنت معظم الأحزاب المحسوبة على “التيار الديمقراطي” في الجزائر، مقاطعتها للانتخابات التشريعية التي ستنظم في 12 جوان المقبل، بتعلة الانحياز للحراك الشعبي الثائر ضد النظام.
وتطلق تسمية “التيار الديمقراطي” في الجزائر، على الأحزاب التي تتبنى توجهات علمانية حداثية، وهو تصنيف سياسي موروث عن حقبة الأزمة الدموية التي عاشتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
وتتفرق أحزاب هذا التيار، إلى مذاهب سياسية شتى، فهناك اليسار المعتدل الذي تمثله جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وأقصى اليسار الظاهر في أدبيات حزب العمال ذي التوجه التروتسكي، أو الحركة الديمقراطية الاجتماعية، سليلة الحزب الشيوعي في البلاد.
وبعد إعلان حل البرلمان وتنظيم انتخابات برلمانية مسبقة، ساد ترقب كبير في الساحة السياسية لموقف جبهة القوى الاشتراكية، التي تعتبر أكبر وأهم أحزاب هذا التيار.
وكان هذا الحزب الوحيد الذي ترك الغموض في موقفه، خصوصا بعد لقاء قيادته بالرئيس عبد المجيد تبون، ما أوحى بإمكانية قبوله بالمشاركة، لكن قراره النهائي جاء عكس ذلك بالنظر إلى الرفض الواسع لقاعدته النضالية لهذه الانتخابات.
ويعتقد مراقبون، أن غياب هذا التيار سينعكس على تركيبة البرلمان المقبل، الذي سيغيب فيه صوت اليسار الرافض لمشاريع الخصخصة والتوجه الليبرالي للحكومة.
لكن على المستوى الشعبي، لم يكن لهذا التيار تاريخيا حضور قوي في كل مناطق الجزائر، باستثناء منطقة القبائل الناطقة بالأمازيغية والعاصمة وبعض المدن الكبرى التي تشكل معاقل له.
وبدا رهان السلطة من محاولة استقطاب بعض الأحزاب، متعلقا بالرغبة في كسر المقاطعة الشاملة بمنطقة القبائل التي تتمسك بهذا الموقف منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة.