في أكبر مسيرة منذ شهر مارس: الشارع الجزائري “ينتفض”
الجزائر ـ الرأي الجديد (مواقع)
لا يزال الشارع الجزائري، ينبض طموحا من أجل تنزيل مطالب الحراك، الذي اندلع في نفس اليوم من العام الماضي، فخرج الآلاف من المتظاهرين، في أكبر مسيرة تشهدها العاصمة الجزائرية منذ مارس الماضي، في مشهد استعاد أجواء الحراك الشعبي.
ويأتي ذلك على إثر انتشار، دعوات واسعة في الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاستئناف الحراك الشعبي في ذكراه الثانية يوم 22 فيفري الجاري، بعد توقّف اضطراري لمدة عام تقريبًا بفعل جائحة كورونا.
وردّد المتظاهرون، الشعارات المعتادة للحراك، “دولة مدنية وليس عسكرية” و”الجنرالات إلى المزبلة” و”الجزائر ستستعيد استقلالها” من سلطة النظام الحاكم.
وبحسب مراقبين، فإنّ تداعيات كورونا الاقتصادية والاجتماعية، تشحن الشارع مجددا، حيث تمنح الفرصة للمعارضة للاستثمار في الاحتقان الشعبي، خاصة أن الرئيس عبدالمجيد تبون نفسه، وجّه مؤخرا انتقادات متكررة لأداء الحكومة والمحافظين، بالإضافة إلى ما اعتبره الحراكيون، انتكاسة عن مطالبهم في التغيير الفعلي نحو الديمقراطية، في ظلّ مؤشرات الوضع السياسي القائم.
وقال وزير الإعلام الجزائري، في بيان له، “إن إرساء هذا اليوم، هو إجلال لعلاقة أصيلة واستثنائية تعكس الترابط التاريخي المتين بين الجيش الوطني الشعبي والأمة”.
وانتقد الوزير، من أسماهم بـ “أعداء الجزائر” الذين يحاولون “الاستثمار الخبيث في الحراك لا سميا من خلال حرب إلكترونية مركزة ودنيئة تستهدف النيل من العناصر التي تشكل سر قوة الجزائر وعلاقة التلاحم بين الجيش والأمة”.
وفي نفس السياق، قامت المؤسسة العسكرية بالتنديد بجهات خارجية دون تسميتها، قائلة: “إن أطرافًا أجنبية تقوم بتحركات أقل ما يقال عنها إنها مشبوهة ويائسة تستهدف المساس بالبلاد وزعزعة استقرارها”، داعية جميع أفرادها بمختلف رتبهم إلى “التلاحم وتقوية الروابط مع الشعب الجزائري، وأن يكون حصنا منيعا لصد كل ما من شأنه تعريض الجزائر لأخطار غير محسوبة العواقب.
يذكر أن الرئيس الجزائري، قام في وقت سابق، بحلّ البرلمان وتعديل حكومي جزئي، أطاح من خلاله، بـ 10 وزراء.