بعد إيقاف القروي: سيناريوهات المعارضة البرلمانية… وحسابات “الحزام البرلماني” للحكومة
تونس ــ الرأي الجديد / محمد سعيد
تحركت أمس الخميس، الاتصالات السياسية والحزبية بشكل ماراطوني مكثف في كواليس المشهد البرلماني بوجه خاص، من أجل عقد تحالفات جديدة في السياق البرلماني، تقطع مع المرحلة الحالية، التي تهيمن فيها “الترويكا” الجديدة، المؤلفة من “حركة النهضة”، و”قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة”.
وتأتي هذه الاتصالات التي تقودها قيادات في الكتلة الديمقراطية، بغاية تشكيل مشهد برلماني جديد، بأغلبية مغايرة، محورها “الكتلة الديمقراطية”، يضاف إليها كتل أخرى عديدة، لا يستثنى منها أحد من المعارضة البرلمانية برمتها.
مشاورات.. وتنسيق
وعلمت “الرأي الجديد”، أن هذه الاتصالات، شملت قيادة “الحزب الدستوري الحرّ”، بهدف تقديم لائحة لسحب الثقة من رئيس مجلس النواب، راشد الغنوشي، كخطوة أساسية في المسار البرلماني الذي يراد تغييره وفقا للمعطيات الجديدة المفترضة.
وتحاول هذه المساعي أن تستفيد من عملية إيقاف نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، واستغلال حالة الوهن والضعف الذي يبدو على ردّ فعل الائتلاف البرلماني الحاكم، إزاء ما حصل في نهاية الأسبوع الجاري.
وعلمنا أنّ قيادات بارزة في التيار الديمقراطي وحركة الشعب، تقوم باتصالات حثيثة، لتحفيز الكتل البرلمانية على التوحد على أجندة محددة من نقطتين:
** الأولى، الإطاحة برئيس مجلس النواب، من خلال سحب الثقة منه.
** والثانية، الترتيب لتشكيل أغلبية برلمانية جديدة، تنتهي إلى تشكيل حكومة جديدة، أو الإبقاء على المشيشي، مع تغيير خارطة وزرائه والمستشارين المحيطين به.
مساع… وسيناريوهات
وتهدف هذه المساعي، التي ما تزال إلى الآن تراوح مكانها، لكنها تلقى صدى إيجابيا لدى عائلات سياسية عديدة، من خارج إفرازات المنظومة الانتخابية الحالية، ومن خارج البرلمان، إلى إضعاف الائتلاف البرلماني الحالي، ومن ثمّ، عزل حركة النهضة، وإجبارها على التموقع ضمن المعارضة.
وفيما تعتبر “الترويكا” الحالية، هذا المسعى محاولة انقلابية على مخرجات الانتخابات، والمنظومة البرلمانية الراهنة، ترى أوساط سياسية أخرى، أنّ الأمر يتعلق بحيثيات المشهد السياسي والبرلماني الهشّ، التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير في الخارطة البرلمانية، بما يمكن أن يلقي بظلاله على المشهد الحزبي، وبالتالي، على المشهد السياسي بشكل عام.
من جهته، لم يعر الائتلاف البرلماني ورئاسة الحكومة، أي أهمية للتصريحات التي تحدثت عن هذا التغيير الممكن في المشهد، واعتبرت أنّ هذه الأصوات لا تعدو أن تكون هواجس وأمنيات أكثر منها وقائع وقدرة على تغيير الوضع الراهن
وكانت رئاسة الحكومة، التقت الجمعة، مكونات الحزام البرلماني، من خلال ممثلي حركة النهضة، وقلب تونس وائتلاف الكرامة، والكتلة الوطنية، بزعامة، رضا شرف الدين، وكتلة الإصلاح الوطني، بقيادة، حسونة الناصفي.