راشد الغنوشي: أمامنا خيارين إما المصالحة مع المنظومة القديمة… أو الانتقام
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
أكد رئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، على “أن إدارة البرلمان محايدة بطبعها، وليس هناك سبب للدعوات المتكررة للحفاظ على حياده، منوها بدور نقابة المجلس في الحفاظ على حالة السلم الاجتماعي “في ظل وضع غريب في البلاد”.
وفيما يتعلق بالدعوات لتحييد المستشارين وديوان المجلس، ورفض عدد من النواب (في إشارة للحزب الدستوري الحر)، تعيين الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي، محمد الغرياني، مستشارا لرئيس المجلس، أوضح الغنوشي، لدى مناقشة ميزانية مجلس نواب الشعب اليوم، “أن هذا الاستقطاب يدخل في باب الانفتاح والتنويع”، قائلا في هذا الصدد: “في تعاملنا مع المنظومة القديمة، ليس هناك أكثر من خيارين، إما أسلوب المصالحة والبحث عما هو مشترك أو أسلوب الانتقام، وقد جرب هذا الأسلوب في الربيع العربي، فسقط كل الربيع العربي، وبقيت تونس بسبب سياسة التوافق”، حسب تقديره..
وأضاف أن التحاق النظام القديم بقبة البرلمان، “لا يعني أن الثورة انتكست إلى الماضي، بل تطورت في اتجاه الحاضر”، مذكرا بأن الغرياني قدم اعتذاره للشعب التونسي، وانتقل إلى أرضية الثورة “ولم يتبجح بالماضي، وإنما انتقل إلى الدستور والثورة، ولذلك ينبغي أن نفتح الطريق أمام كل من يرغب بالالتحاق بأرضية الثورة والقانون والدستور، نشجعهم بدل أن نرسخ عوامل القطيعة” حسب تعبيره.
وبين في السياق ذاته، أنه يسعى لتنويع الديوان من خلال البحث عن مستشارين مختصين في مجالات مثل الاقتصاد والقانون، وذلك في حدود صلاحيات رئيس المجلس، التي يحددها القانون، وكذلك باستشارة النواب، معربا عن تفهمه لمطالب النواب بتطوير ظروف العمل وتحسين فضاءات المجلس، باعتبار أهمية السلطة التشريعية، غير أن الظروف العامة للبلاد لا تسمح بتحقيق هذه المطامح.
أما فيما يتعلق بمطالب عدد من النواب تأمين الحماية لهم، أكد الغنوشي تواصل التعاون مع وزارة الداخلية لتنفيذ ذلك، خاصة وأن العديد من النواب يتعرضون للمضايقات والتهديدات حسب تأكيده، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن مكتب المجلس سينظر قريبا في الدعوات المتعددة لتطبيق القانون فيما يتعلق بالغيابات.
وردا على التدخلات المتعلقة بالمساهمات التي يدفعها مجلس نواب الشعب للمؤسسات البرلمانية، من بينها البرلمان العربي، قال الغنوشي “نحن لا يمكن أن نكون في معزل عن العالم، وخاصة ضمن المحيط العربي، نحن جزء من الجامعة العربية وإن كانت نظاما ضعيفا ومتهالكا، ولكن سياسة دولتنا كانت دائما قائمة على تعزيز الروابط العربية، والبرلمان العربي هو جزء من منظومة الجامعة العربية”.