“كورونا” يمكن أن “يتلاعب” بسلوكيات الأشخاص !
تونس ــ الرأي الجديد (دراسات)
فرضية يعتقدها باحثون أمريكيون، إذ يقولون إن فيروس “كورونا”، يمكن أن يتلاعب بسلوك الأشخاص الذين أصيبوا به، ويجعلهم أشخاصا “اجتماعيين أكثر”، حتّى قبل ظهور الأعراض لديهم في بعض الأحيان.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في الواقع تعتبر هذه التأثيرات المغيرة للسلوك والمصاحبة للإصابة بالفيروسات، ما يسمّى بـ “التلاعب السلوكي” للمضيف، ليست جديدة، وقد تمّ الإبلاغ عنها في أوقات سابقة لفيروسات مثل الإنفلونزا وداء الكلب.
نظريا، مسبّبات الأمراض تفعل ذلك لتعظيم معدل تكاثرها (المعروف باسم R0) وبالتالي انتشارها وبقاؤها على قيد الحياة.
وحاليا، أوضح باحثون من جامعة ولاية نيويورك، كيف يمكن لفيروس “كوفيد-19″، أن يغيّر سلوك الذين يصابون به ليجعلهم أكثر قدرة على نقل العدوى.
تفعل الفيروسات ذلك، في فترة الحضانة عندما يصاب الناس ولكن لا تظهر عليهم أعراض، لذلك يكونون أكثر عرضة للتواصل الاجتماعي، ويعتقد الباحثون أن الفيروس قد يعمل في منطقة من الدماغ تسمى القشرة الحزامية الأمامية (ACC) التي تشارك في السلوك الاجتماعي والتنظيم العاطفي.
وبالتلاعب بـ ACC، سينجذب المصابون إلى “التجمع الاجتماعي”، بدلا من الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
ويقول د. فرانك رايان، الطبيب الاستشاري وعالم الفيروسات التطوري في شيفيلد، إن فيروس “كوفيد-19″، قد يتداخل أيضا مع مستويات الهرمونات لتغيير سلوكنا، موضّحا: “بينما توجد تأثيرات على السلوك من خلال التغيرات التي يسببها الفيروس في الجهاز العصبي، “كوفيد-19″ لديه القدرة أيضا على تغيير نظام الغدد الصماء الذي ينتج الهرمونات التي تنظم العديد من الوظائف من النوم إلى الإنجاب والسلوك الاجتماعي”.
ويعتقد بعض الخبراء، أن الأعراض مثل السعال والعطس التي نطورها بسبب أي عدوى فيروسية قد تكون طريقة أخرى للفيروسات للتحكم في السلوك لزيادة انتشارها.
ووجدت دراسات سابقة أيضا، أن فيروس الإنفلونزا يمكن أن يتلاعب بالجهاز العصبي ويجعل الحيوانات أكثر عدوانية وأكثر عرضة للعضّ والخدش والبصق، ممّا يزيد من انتشار الفيروس الذي يقتل 59 ألف شخص سنويا في جميع أنحاء العالم.