الحركات الاجتماعية المغاربية تدين استخدام السلاح في منطقة الگرگرات المغربية
الرباط ــ الرأي الجديد (متابعات)
أدانت “الحركات الاجتماعية المغاربية”، المنخرطة في ديناميات المنتدى الاجتماعي المغاربي، استخدام السلاح بشدة في منطقة الگرگرات، الحدودية بين المغرب والبوليساريو.
وعبرت الحركات الاجتماعية المغاربية، عن رفضها للقوة، مهما كانت الدوافع وظروف هذا الصراع..
كما أدانت المنظمات المغاربية، في بيان، تلقت “الرأي الجديد”، نسخة منه، بنفس الشدة، “الدعوة إلى العنف واستخدام السلاح، والتي تؤدي إلى تفاقم مشاعر الكراهية والتعصب القومي في لمنطقة.
ودعت “الحركات الاجتماعية المغاربية”، المنخرطة في ديناميات المنتدى الاجتماعي المغاربي، الأطراف المعنية بالنزاع بشكل مباشر، أو غير مباشر، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية، خدمة لمصلحة الشعوب، والعودة إلى المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل إيجاد حل سياسي يحترم المعايير والاتفاقيات الدولية، ويحمي حقوق الإنسان الكونية وغير القابلة للتجزئة، وفق نص بيان المنظمات.
فيما يلي نص البيان..
الوحدة المغاربية للشعوب أمل لا يُقهر أمام الحروب
نحن الحركات الاجتماعية المغاربية المنخرطة في ديناميات المنتدى الاجتماعي المغاربي، نواكب بجزع وقلق عميق أحداث منطقة الگرگرات، التي تواجه خطر عودة الحرب البربرية والتراجع عن قرار وقف النار الجاري منذ سنة 1991، في حال لم تقدر الأطراف المعنية على ضبط النفس ومنح الأولوية لمصالح الشعوب المتطلعة إلى السلام.
موقفنا من هذه الأحداث واضح وجلي اذ نُذكر بالموقف المتخذ منذ سنة 2005 في بوزنيقة (المغرب)، والذي توج بإطلاق نداء من أجل السِّلم في الصّحراء الغربية (IPSO) في الجديدة (المغرب) في سنة 2008 وتم إثراؤه وتأكيده من خلال إطلاق نداء ليون في سنة 2012. وتم التعبير والدفاع عن هذا الموقف في عدة مناسبات خلال اجتماعات متعددة في نواكشوط وتونس والجزائر العاصمة ووهران في إطار المنتدى الاجتماعي المغاربي والمنتدى الاجتماعي العالمي، لا سيما في سنتي 2013 و 2015 في تونس، وبدعم من حركة اجتماعية واسعة على نطاق عالمي.
نحن ندين بشدة لغة السلاح والعنف اللفظي الذي يغذي الكراهية والقومية الضيقة وندعو إلى إحلال السلام الدائم وبناء مغرب للشعوب كما أننا:
** ندرك التداعيات السلبية الخطيرة للأزمة التي تمر بها حاليا المنطقة المغاربية بسبب الصراع الناجم عن أحداث الگرگرات..
** نعتبر بأن شعوب المنطقة هي من يدفع ثمن التداعيات الخطيرة للنزاع المسلح، والتي ينبغي استثمار تمويلها في تنمية المنطقة في جميع المجالات وتحقيق تطلعات الشعوب إلى العدالة الاجتماعية والديمقراطية والرفاهية والوحدة والسلام..
** على قناعة بأن انتهاج طريق الحرب والنزاع المسلح يبدد موارد مالية كبيرة على حساب الضمان الاجتماعي والصحة والأمن البيئي للسكان في هذه الفترة من الأزمة الصحية التي سلطت الضوء على أوجه القصور في نظم الدول المغاربية لضمان التغطية الاجتماعية و صحة المواطنين المواطنات المغاربيين..
** ندرك بأن تأثيرات النزاع المسلح ستؤدي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الماسة بحقوق الإنسان، والتي أدت بالفعل إلى عدد لا يحصى من عمليات الاختطاف والاختفاء القسري والاعتقالات والاحتجاز التعسفي والمحاكمات غير العادلة والترحيل الجماعي والقسري … الخ..
بناء على ما سبق، نحن الحركات الاجتماعية المغاربية المنخرطة في ديناميات المنتدى الاجتماعي المغاربي:
** ندين استخدام السلاح بشدة مهما كانت الدوافع وظروف هذا الصراع..
** ندين بنفس الشدة الدعوة إلى العنف واستخدام السلاح والتي تؤدي إلى تفاقم مشاعر الكراهية التعصب القومي..
** ندعو الأطراف المعنية بالنزاع بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية خدمة لمصلحة الشعوب، والعودة إلى المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل ايجاد حل سياسي يحترم المعايير والاتفاقيات الدولية ويحمي حقوق الإنسان الكونية و الغير قابلة للتجزئة..
** نحث القوى الديمقراطية وقوى السلام على ممارسة المزيد من الضغط على قاداتها، لوضع حد لتصعيد استخدام السلاح والعمل على تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق تنمية حقيقية في المنطقة المغاربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ووضع الأسس اللازمة لبناء الوحدة المغاربية للشعوب، وهي ضرورة تاريخية ملحة وحتمية حيث نواجه خطر إزهاق الأرواح تحت الرصاص ونيران القصف مع مرور كل يوم، ولا سيما أرواح المدنيين الأبرياء.
** ندعو إلى احترام تنقل البضائع والأشخاص عبر المنطقة المغاربية..
** ندعو إلى فتح آفاق للشباب المغاربي في الحاضر والمستقبل الذي نأمل بأن يخلو من التعصب القومي والانغلاق على الذات، من أجل مغرب كبير يفتح الأبواب أمام التشغيل والتنمية والتضامن المتبادل والشامل..
نحن كحركة اجتماعية سلمية، على قناعة تامة بضرورة العمل بأسرع ما يمكن لضمان إيجاد حل سياسي يضع حدا للنزعة الحربية التي تزعزع استقرار المنطقة وتمثل ذريعة لانتهاك الحقوق..
هناك حاجة ملحة لتحقيق السلام وبناء منطقة مغاربية ديمقراطية تحترم العدالة الاجتماعية وتضمن كرامة مواطنيها، وهو ما يعني بالضرورة التوصل إلى حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية.
19 نوفمبر 2020