جثمانه يصل اليوم إلى الكويت… وترجل “رجل التوافقات” الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
تونس ــ الرأي الجديد
عاش الشارع الكويتي يوماً صعباً أمس، قبل الإعلان الرسمي لوفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الحاكم الخامس لدولة الكويت منذ استقلالها عام 1961، ظهراً، مع توالي مؤشرات توحي أن خطباً ما حدث.
أول المؤشرات كان الاجتماع الطارئ لولي العهد مع رئيسي مجلس الوزراء والأمة، لتسود تكهنات حول طبيعة اللقاء، خصوصاً أن مشهد مغادرة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، رفقة مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، أثناء انعقاد جلسة المجلس، أثار العديد من التساؤلات في الشارع الكويتي.
وكان الأمیر الفقيد، الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تلقى العلاج في الولايات المتحدة، “بناء على مشورة الفریق الطبي المعالج له، لاستكمال رحلة النقاهة بعد إجراء عملیة جراحیة وصفت بالناجحة في الكويت”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” في حينه.
وأعلن الديوان الأميري الكويتي أن جثمان الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح يصل من الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، الأربعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، عن وزير شؤون الديوان الأميري القول “إن حضور مراسم دفن الجثمان الطاهر لفقيد الوطن طيب الله ثراه سيقتصر على أقرباء سموه، والديوان الأميري يقدّر مشاعر المواطنين الكرام والمقيمين الفيّاضة في التعبير عن خالص تعازيهم بوفاة سموه”.
الفقيد يترجّل
ترجل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وانتقل إلى رحمة الله، عن عمر ناهز 91 عاماً، مخلفاً فراغاً في الشارع الكويتي والخليجي والعربي، لمناقبه وآثاره الباقية.
واستمد فقيد الأمة الكويتية احترام الجميع، إلى حد وصفه بــ “أمير الإنسانية” من قبل الأمم المتحدة، لجهوده الحثيثة لرأب الصدع، وتقريب وجهات نظر أشقائه في كل مكان، ومحاولاته المستمرة إصلاح الأوضاع في عدد من النزاعات.
وتسلم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في بلاده، عام 2006، ومنذ ذلك التاريخ، اتضحت بصماته بصورة أكبر في البيت الخليجي، من خلال سعيه المستمر لدفع عجلة الحوار.. ويتذكر كثيرون مواقفه وتصريحاته وجولاته ومبعوثيه، الذين جابوا العواصم الخليجية الست، عند اندلاع الأزمة بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، بحثاً عن مخرج للأزمة التي هزت أركان مجلس التعاون الخليجي. وصرح عدد من مقربيه أنه كان يتألم لحالة التشرذم التي اعترت البيت الخليجي، خصوصاً مع تعنت أبو ظبي تحديداً، ومحاور تابعة لها في الرياض، ونسف جهوده، في وضع حد للأزمة.
وتسربت في وقت لاحق معلومات استخباراتية، وتصريحات، أكدت أن فقيد الكويت أفشل وعارض مخططاً لغزو قطر عسكرياً، من دول شقيقة لها، وارتفع صوته مستنكراً الأمر.
غير أنّ معالم شخصية الشيخ صباح، وخبرته الدبلوماسية، تشكلت بعد إمضائه 4 عقود من الزمن وزيراً للخارجية، قبل أن يترأس الحكومة عام 2003، ويظل في المنصب إلى حين تنصيبه أميراً.
بصمات متعددة تتجاوز الخليج
ولم تقتصر بصمات الراحل عند حدود مجلس التعاون الخليجي، بل سبق له أن قاد جهوداً لرأب الصدع في مناطق عدة، أبرزها الأزمة اليمنية، والحرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية، وجعله وسيطاً مقبولاً، ونزيهاً لدى الفرقاء.
مساعي الوساطة التي قادها في الأزمات الدولية، استمرت بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولاً إلى تسميته قائداً للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد، تقديراً لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.
يذكر أنّ التعازي التي أبرق بها حكام وقادة وأمراء ورؤساء دول، تهاطلت لتعزية القيادة الكويتية في وفاة فقيدها، وإبراز مساعيه وأياديه البيضاء.
المصدر: القدس العربي + موقع “الرأي الجديد”