الإعلان عن تأسيس حزب مُعارض للنظام السعودي في الخارج.. ماذا وراء الخطوة؟ وما هو مصيره ؟

الرأي الجديد / مواقع إلكترونية

أقدم عدد من المعارضين للنظام السعودي، على إعلان تأسيس حزب مُعارض في الخارج، أطلقوا عليه اسم حزب “التجمّع الوطني”، وسط ترحيب على منصات التواصل الاجتماعي، وانتقاد واسع بلغ حدّ السخرية من بعض المغردين على تويتر..
ولم يسبق أن أقدم مُعارضون سعوديون بهكذا خطوة منذ تأسيس المملكة قبل عدّة عقود.

ولا تبدو أهداف إعلان هذا الحزب، واضحة المعالم، فبحسب بيان صادر عن مُؤسّسيه المُقيمين في الخارج، فهو يهدف إلى “تأسيس المسار الديمقراطي كآليّة للحُكم في العربيّة السعوديّة”، فيما أكد بعض أعضاء هذا الحزب المُعارض، أن “لا عداوات شخصيّة تجمعهم بالعائلة الحاكمة”.

وقال بيان للحزب، تلقت “الرأي الجديد” نسخة منه، إنّ من أسباب تأسيسه، هو “انسداد الأفق السياسي، وانتهاج السلطة المستمر لمُمارسات العنف والقمع، وتزايد الاعتقالات والاغتيالات السياسية”. وتحدّث البيان عن “تصاعد السياسات العدوانية ضد دول المنطقة وممارسات الإخفاء والتهجير القسري العنيفة”.

واللافت أنّ الإعلان عن هذا الحزب، الأول من نوعه كحزب سعودي من خارج المملكة، تزامن مع الذكرى التسعين للعيد الوطني.

قيادات الحزب وأهدافه
ومن أبرز قادة الحزب المُعارض الناشئ، حيث فكرة تأسيس الأحزاب في السعوديّة “ممنوعة ومُحرّمة” بضوابط تحريم الخُروج على الحاكم، يحيى عسيري، مضاوي الرشيد، سعيد بن ناصر الغامدي، وعبد الله العودة، نجل الداعية المُعتقل، سلمان العودة، بالإضافة إلى الشاب عمر بن عبد العزيز، وهؤلاء عُرف عنهم العمل المُعارض، الذي يقتصر أغلب تأثيره في الفضاءات التلفزيونيّة، و”التويتريّة” ما قبل تأسيس الحزب.

ويتحدث البيان التأسيسي للحزب، عن هاجس أعضائه وقيادته، تغيير الاستبداد، وتعزيز القضاء المُستقل، والحريّات، ومنح الشعب حريّة التعبير، غير أنّ هذه الخِيارات، لم تتضمّن الإعلان صراحةً عن رغبة في إسقاط النظام السعودي أو معاداته، بل أبدى حرصا على إصلاحه..

بين الترحيب والنقد الساخر
وشغل “حزب التجمع الوطني”، المنصّات السعوديّة، وتفاعل عددٌ من المُغرّدين مع إعلان تشكيله، فالقطاع المُؤيّد للدولة انتقد أهدافه، وسَخِر من تمويله، فيما توقّع آخرون فشله حتى قبل تأسيسه، وتشكيله تهديدًا، فيما عبّر مغرّدون آخرون عن فخرهم بهذا الحزب، وأنّ بلادهم تحتاج لنهج سياسي مُعارض مُنظّم، حتى تحقيق العدالة، وتوزيع عادل للثروات، والتداول على السّلطة.

غير أنّ المنتقدين لتأسيس الحزب المُعارض، يقولون إنه يحمل أجندات خارجيّة لا تخدم مصالح بلادهم، وأن تأسيسه تأخّر كثيرًا، وقد يستغل حالات نزاع بين دول خليج، حيث قطر بالنّسبة للمُنتقدين، قد تكون مُستفيدةً من تمويل هذا الحزب، لا بل إنّ أحد أعضاء هذا الحزب، كان قد قال أنه سيطلب الدعم من قطر، وتركيا في إحدى تدوينات صفحته التواصليّة المُباشرة.

ويوجد غالبيّة المُعارضين المُؤسّسين لهذا الحزب، خارج السعوديّة، وبالتالي لا يملكون تأثيرا فعليا وحقيقيا على الأرض.
يذكر أنّ أحد المُعارضين قد دعا الشعب السعودي للتظاهر، ولم ينجح حتى في تحريك مُواطن سعودي واحد ضد نظام البلد، ولأسبابٍ كثيرة، أهمّها القبضة الأمنيّة.

للإشارة، فإنّ السلطات السعوديّة، وحتى كتابة هذه السطور، لم تكترث فيما يبدو، بالإعلان الصادر، ولم تُعلّق سلباً أو إيجاباً على الحزب وأعضائه، ولا يُعتقد أنّ ثمّة تعليقا سيصدر عن المملكة في هذا الإطار.

وفيما يلي نص بيان الحزب..