الكتاب الذي قد يطيح بالرئيس الأميركي في الانتخابات: هل تفسد أشرطة وودوارد بدونالد ترامب؟
لندن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الصحفي بوب وودوارد رسم صورة صادمة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باعتباره رجلا غير مناسب للمنصب، وكيف يكتنف الغموض الكثيف مصيره في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي التقرير الذي كتبه لويد غرين، جاء أن ترامب اعترف بنفسه أنه كان مدركا للأخطار التي يشكلها فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، لكنه اختار أن يكذب، فيما كان ترامب ــ وفق الكاتب ــ يدعي أن هدفه كان تجنيب البلاد الفوضى.
يطل جاريد كوشنر من صفحات كتاب “الغضب” ليقر بأن دونالد ترامب لا يلتزم بالحقيقة. في واقع الأمر، كلا الرجلين يجدان في المبالغة سلاحاً فعالاً لإثارة الرأي. وعندما سئل عن ميل الرئيس لتضخيم إنجازاته، أجاب كوشنر: “إثارة الجدل ترتقي بالرسالة”.
إذا كان ذلك صحيحاً، فينبغي على الرئيس وصهره أن يكونا ممتنين إلى الأبد لبوب وودوارد، ولكتابه الأخير، ولما سينجم عنه من صخب. باعتراف الرئيس نفسه فيما ورد في الأشرطة التي سجلت له، كان مدركاً للأخطار التي يشكلها كوفيد-19، ولكنه اختار أن يكذب بشأن الخطر الذي يواجهه الشعب الأمريكي.
لم يختف الطاعون، وتجاوز عدد الوفيات الـ190 ألفاً، بينما يدعي الرئيس أن هدفه الوحيد كان تجنب الفوضى، اخترق الفيروس النسيج الاجتماعي حتى بات جزءاً منه. وكما اعترف رئيس مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، فإن الجهد المطلوب لاجتثاث كوفيد-19 يشبه الماراثون (سباق الضاحية) وليس العدو لمسافة قصيرة، فخط النهاية ما زال بعيد المنال.
كما هو متوقع من وودوارد، لا يتورع بعض المقربين من السلطة عن سرد ما لديهم من حكايات. جيمس ماتيس، وزير الدفاع السابق، ودان كوتس، المدير السابق للمخابرات الوطنية، وكوشنر – كلهم ظهورهم أكثر من مجرد مرور عابر، بل إن كوتس يتندر حول ما إذا كان فلاديمير بوتين لديه شيء يبتز به الرئيس.
يكتب وودوارد: “وإلا فما السبيل إلى تفسير سلوك الرئيس؟ لا يجد كوتس تفسيراً آخر”.
ويسجل كتاب “الغضب” شعور زوجة كوتس بالامتعاض. فقد شاء القدر أن يفصل ترامب كوتس من منصبه حينما مر صدفة بالزوجين، في واحد من ملاعب الغولف التابعة له.
وبينما كان فيروس كورونا يتفشى، عمد ترامب مراراً وتكراراً إلى إعلام حكام الولايات بأن عبء رعاية مرضاهم وأطبائهم وجماهيرهم يقع على كواهلهم هم أولاً. يؤكد وودوارد على تردد ترامب في الإلقاء بوزن الحكومة الفيدرالية خلف الحرب على كوفيد-19.
ووفقاً لما ذكره غراهام حرفياً فإن ترامب “يريد أن يكون رئيساً في زمن الحرب، ولكنه لا يريد أن يحمل على عاتقه أكثر مما ينبغي”.
وفي نفس الوقت يكشف كتاب الغضب النقاب عن أن رغبة ترامب في حيازة الإشادة والتقدير لا حدود لها. بعد أن تبنى حظراً جزئياً على السفر إلى الصين ومنها، وهو الأمر الذي حثه عليه ما لا يقل عن خمسة من مستشاريه، أكد ترامب أنه كان وحده صاحب الخطة والوالد الذي أنجبها.
يخرج كتاب الغضب بوجهة نظر حاسمة. يقول وودوارد إنه “يتوجب على الرئيس أن يكون على استعداد لإشراك شعبه في كل ملمة، وإطلاعهم على كل الأحداث السيئ منها والحسن”. ولكن بدلاً من “قول الحقيقة”، كما يقول وودوارد في كتابه، فقد عمد ترامب إلى “اعتبار الدافع الشخصي مبدأ من مبادئ الحكم”.
ويخلص إلى القول إننا عندما “نأخذ سلوك ترامب بمجمله”، فسوف يثبت التاريخ أنه “لم يكن الرجل المناسب للمنصب”.
ربما. بانتظار الثالث من نوفمبر.