وصف جنود بلاده بــ “الحمقى”… لسان ترامب قد يؤدي به إلى خسارة أصوات العسكريين في الانتخابات القادمة..
واشنطن ــ الرأي الجديد (صحافة أميركية)
بعد تسريب محادثة وصف فيها قتلى الجنود الأميركيين في الحرب العالمية الأولى بــ “الفاشلين” و”الحمقى”، أصبح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مهددًا بزعزعة إحدى قواعده الانتخابية الرئيسية، الممثلة بأفراد المؤسسة العسكرية من قدامى المحاربين وعوائل الجنود، وهم الذين دأبوا تاريخيًّا على التصويت للحزب الجمهوري، وبوسعهم أن يكونوا “بيضة القبّان” في بعض الولايات المتأرجحة، والحاسمة في كثير من الانتخابات.
وكانت مجلّة “ذي أتلانتيك” الأميركية هي من سرّبت تلك التصريحات، نقلًا عن عدة أشخاص كانوا مطّلعين على محادثاته مع فريقه، عندما زار فرنسا عام 2018، لإحياء ذكرى مرور مائة عام على انتهاء الحرب، وكان من المفترض أن يزور مقبرة لجنود أميركيين قرب باريس، قبل أن يتمّ إلغاء الزيارة لسوء الأحوال الجوية، كما أعلن حينذاك.
ولم يخفِ الرئيس لفريقه تذمّره من الزيارة، وفق المجلّة، وتساءل “لماذا يجب علي أن أذهب إلى هذه المقبرة، إنها مليئة بالفاشلين”، كما وصف في محادثة أخرى أكثر من 1800 جندي أميركي قتلوا في معركة “بيلو وود” بـ”الحمقى”، وسأل معاونيه “من كان الأخيار؟” خلال تلك المعركة.
ورغم أن ترامب نفى بشدّة تلك التصريحات، وشنّ هجومًا مضادًّا على صحيفة “ذي أتلانتيك”، فإن الانتقادات لا تزال تتوالى على الرئيس الأميركي، لا سيما من خصومه الديمقراطيين، وعلى رأسهم منافسه في الانتخابات، “جو بايدن”، الذي وصفها بأنها “مثيرة للاشمئزاز وتخالف القيم الأميركية”.
ويرى الديمقراطيون، بحسب تقدير الصحيفة، أن تلك النسب الصغيرة من شأنها أن تكون حاسمة في بعض الولايات المتأرجحة، خاصة في كارولاينا الشمالية وفلوريدا وأريزونا، حيث حاز ترامب على ضعف أصوات العسكريين الذين صوّتوا لمنافسته هيلاري كلينتون، لكن اليوم، ثمّة قناعة في أوساط الحزب بأن عددًا قليلًا من أصوات مجتمع العسكريين، بالإضافة لقاعدة الناخبين السود واللاتينيين، سيكون كافيًا من أجل الفوز.