أبو يعرب المرزوقي يكتب: انقلاب “الثرثار” و”الجزار” – عدم الاطاحة بهما “دمار وخلاء الديار”
تونس ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)
اعتبر الفيلسوف التونسي، أبو يعرب المرزوقي، أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أصبح لهما “أداتي تخريب الديار والقضاء على الثورة وعلى الانتقال الديمقراطي في تونس”، وفق قوله.
وأضاف أبو يعرب المرزوقي، في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الدولة “لم يعد لها من الدولة ومن الوطنية إلا الاسم، بدليل أنها عديمة السيادة حتى صار حكامها من المجنسين بجنسية مستعمرها الفرنسي”، حسب تعبيره.
واعتبر الفيلسوف، أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، “ليس أستاذ قانون كما يزعمون، “لأن أخلاق القانون لا تقبل الحلف مع مافيات نظام ابن علي وبقايا النداء واليسار والقوميين وحزب فرنسا وحزب إيران ومشروع ڨذفنة تونس”، وفق قوله.
وأشار المرزوقي، إلى أن هنالك “مافيات مسيطرة على الاتحاد العام التونسي للشغل من اليسار والقوميين”، تجعل نور الدين الطبوبي، مجرد أداة سياسية لحماية المافيات، ولتحقيق أجندة سياسية تؤبد الاستعمار والتبعية وتخرب شروط التنمية والثروة الوطنية، حسب تعبيره.
وفيما يلي نصّ التدوينة كاملة:
لم أكن أمزح لما كتبت صبيحة اليوم الثاني لوفاة المرحوم السبسي أنه على النهضة ألا تفكر في الحكم وعليها أن تستعد للمعركة الحاسمة:
فالجميع في داخل تونس وفي خارجها لم يبق لهم إلا مشروع انجاز المطلب الاول والاخير للثورة المضادة العربية بفرعيها وسنديها:
1. الفرع الذي تقوده إسرائيل ومن ورائها الغرب بزعامة مستعمر القطر المستهدف وفي حالتنا التونسية الأمر يتعلق بفرنسا التي تريد المحافظة على شمال افريقيا مدخلا للمحافظة على مستعمراتها في افريقيا.
2. الفرع الذي تقوده إيران ومن ورائها الشرق بزعامة روسيا وفي حالتنا التونسية الامر يتعلق بها لأنها تطلب قلب الابيض المتوسط اي مدخلها للإحاطة بأوروبا (ليبيا وتونس والجزائر).
? والحصيلة هي اللقاء الاستراتيجي بين فكي الكماشة العربية والكماشة المتحالفة معها لمنع استئناف الأمة لدورها والذي شرطه نجاح ثورة التحرر واستكمال ثورة التحرير.
ولم يكن اجتماع اعداء الثورة محليا في اعتصام الأرز بالفاكية يطلب أكثر من ذلك ليعود إلى مسعاه الاول.
لم يكن لدي أدلة كافية ذات حضور عيني يمكن أن يقنع عديمي البصيرة على ما حدسته من ضرورة شرط إمكان لتوحيد فتات النداء وفتات التجمع وفتات اليسار وفتات القوميين ممن لا يؤمنون إلا بما يؤمن به فرعا الثورة العربية المضادة وسنداهما.
? اليوم الادلة صارت مما يراه حتى أعمى البصر واعمى البصيرة.
إنها ما به عنونت هذا الملاحظات السريعة:
فاتحاد الثرثار أو دمية قرطاج مع الجزار أو دمية ساحة محمد علي هما العلامة القاطعة بأن هذا التجمع أصبح له أداتي تخريب الديار والقضاء على الثورة وعلى الانتقال الديموقراطي في تونس.
? أعود مرة أخرى إلى ما طلبته في اليوم الثاني لوفاة السبسي وحاولت اقناع الإسلاميين به بعد الانتخابات خاصة:
أعني عدم التفكير في الحكم لأن ذلك بات مستحيلا وأنه عليهم أن يستعدوا لبداية المعركة الفعلية.
وطبعا هذا يعني أني أعتقد أن الثورة العربية المضادة بنوعيها وبنوعي سندها كانت تدرك أن الوعي بهذه العلاقة هو ما عليها محاربته لأنه يعني أن الإسلاميين عادوا إلى ما كانوا عليه في بداية حركة التحرير من الاستعمار بعد أن غرقوا في طموح الاقزام والبقاء في حماية على وهم الدولة الوطنية
وهي دولة ليس لها من الدولة ومن الوطنية إلا الاسم بدليل أنها عديمة السيادة حتى صار حكامها من المجنسين بجنسية مستعمرها..
وليس ذلك خاصا بتونس فهو عام من العراق إلى الجزائر. ففي شمال افريقيا هم من بقايا الحركيين والصبايحية وفي الشرق هم ممن أتت بهم دبابة أمريكا.
? والخروج من هذا الغرق صار قدرا تونسيا في الإقليم مثله مثل بداية الموجة الأولى من الثورة.
وذلك ما يعلل التركيز على الإسلاميين في تونس لأنهم هم الوحيدين حاليا الذين يمكن أن يرفضوا البقاء في محميات تحول دون استكمال التحرير من الاستتباع والاستضعاف.
هذا هو الرهان في الإقليم الذي هو إسلامي بالجوهر.
وهو صار رهانا بين مسلمي افريقيا ومسلمي آسيا ومن هنا العلاقة بين الثورتين المضادتين وفرنسا وروسيا:
1. فإفريقيا كلها تريد استكمال ثورة التحرير لأنها اكتشفت أن التبعية هي الحائلة دون التحرر.
2. وآسيا كلها تريد استكمال ثورة التحرير لأنها اكتشفت ان التبعية هي الحائلة دون
التحرر.
? وإذا كان قدر تونس أن تفجر ثورة التحرر فإن قدرها كذلك هو أن تفجر ثورة التحرير:
وهذا القدر هو الذي أعنيه بكلامي على مكر الله الخير. فتونس مثلها مثل اسطنبول الترك كما كانت أكثر بلاد العرب علمنة تقليدا لأتاتورك.
وهي بذلك تصل رهان الحاضر أي ثورة التحرر برهان الماضي ثورة التحرير وأن تجعلهما معركة واحدة.
وكما أسلفت
1. فالمعركة الأولى صار رمزها مدينة سيدي بوزيد بعلامة المطالبة بكرامة المواطن.
2. والمعركة الثانية صار رمزها تطاوين بعلامة المطالبة بتأميم الثروات الوطنية.
وإذا كان الإسلاميون منذ تحريف ثورة التحرير قد تمسكوا بالمحافظة على غايتها في شكل حماية الهوية والثقافة الإسلامية ضد التحديث العنيف فإنهم ليسوا ضد الحداثة بل هم ممثلوها الحقيقيين لأنها قبل أن تتحول إلى إيديولوجيا الاستعمار كانت تهدف إلى تحرير الإنسان سياسيا وروحيا من الاستبداد والفساد.
وقد أنهكتها المعركة فمالت إلى الاستكانة طمعا في الحصول على سهم من فضالة يتنازل لهم عليها عملاء الغرب وكأنهم هم الاصل والإسلاميين اغراب في أوطانهم التي فرض عليها تحديث سطحي هدفه فرض ثقافة المستعمر لتوطيد استعماره الذي يتحول إلى حماية أبدية منه لتابعين ابديين عندنا.
وهذه التبعية يمثلها فتات النداء وفتات التجمع وفتات اليسار وفتات القوميين الذين يدعون الكلام باسم الإصلاح والثورة وهم أعداؤها بصورة لا حاجة لغيرهم لإثباتها:
فهم جميعا حلفاء بلحة مصر وبلحة ليبيا وبلحة سوريا والأعراب ممولي الثورة الضمادة بصنفيها بل وممولي سنديها أي فرنسا وروسيا.
? والآن هذه الصفوف وجدت قائديها في أدنى من يمكن أن يدعي الحداثة:
فالثرثار والجزار أقل خلق الله حداثة لأنهم أجهل من عرفت تونس في مجاليهما:
1. فلا الأول استاذ قانون كما يزعمون لان أخلاق القانون لا تقبل الحلف مع مافيات نظام ابن علي وبقايا النداء واليسار والقوميين وحزب فرنسا وحزب إيران ومشروع ڨذفنة تونس وسوڥيتتها لإزالة شرط معنى القانون أي الحرية والكرامة ناهيك شرط شروطها أي استكمال ثورة التحرير من استعمار يلطفه بتسميته حماية.
2. ولا الثاني ممثل لنقابة العمال كما يزعمون لأن الكلام باسمهم لإخفاء تمثيل أعدائهم أي مافيات مسيطرة على الاتحاد من اليسار والقوميين تجعله مجرد أداة سياسية لحماية المافيات لتحقيق أجندة سياسية تؤبد الاستعمار والتبعية وتخرب شروط التنمية والثروة الوطنية.
? وزبدة القول وغايته:
لا بد من الاعلان الصريح والعلم بمقتضاه على مبدأين:
1. الأول تشخيص ما عليه الحال الدستورية في تونس:
انقلاب على الشرعية الدستورية بالتلاعب بالدستور والقانون
وانقلاب على المشروعية الشعبية بالتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية.
2. الثاني الإعلان على مواصلة الثورة وكأن ابن علي ومافيته هي التي عادت إلى الحكم جمعا بين القوى السياسية والقوى الاجتماعية التي تؤمن بثورة الحرية والكرامة وبشرطها أي ثروة استكمال التحرير
? فسيطرة الاستعمار هي التي تحول دون الحرية والكرامة والثورة المضادة بصنفيها في الإقليم وعملاؤه في كل قطر لا قوة لهم إلا بسندهم الإقليمي أي إسرائيل وإيران وبسند سندهم في العالم أي الاستعمار الفرنسي والاستعمار الروسي.
أما امريكا فدورها صار بالسكوت عليهما والاستفادة من حمق الثورة المضادة العربية بفرعيها مع علمها بأن فرنسا وروسيا من دون سندهما الإيجابي لهما ليس لهما القدرة على أيقاف ثورة التحرير بعد أن بدأت تعم افريقيا وآسيا.
وهذا يمكنها من الاستعداد لمعركتها مع الصين.
? لذلك فعندي سؤال وحيد لكل المؤمنين بثورة التحرر من الاستبداد والفساد السياسيين والنقابيين بترابطها مع شرطها أي ثورة استكمال التحرير من الاستتباع والاستضعاف:
هل هم في مستوى أجدادهم وآبائهم والعمل بهذا المنطق؟
ولا فائدة من مهادنة الدميتين الثرثار والجزار.
? الخلاصة:
حان وقت إيقاف الانقلاب السياسي والانقلاب النقابي واجتماع كل الأحرار لأفشالهما بكل الوسائل.
والمعلوم أن من سيستعمل العنف هو الثورة المضادة وعملائها كما حدث في مصر وسوريا وليبيا وليس من يريد إيقاف الانقلابين.