نادية عكاشة تواجه انتقادات في “القصر”… مساعي الساعات الأخيرة لكمال اللطيف لإنقاذ “أفعى قرطاج”
تونس ــ الرأي الجديد / كتب صالح عطية
علمت “الرأي الجديد”، من مصادر قريبة من القصر الرئاسي، أنّ حالة غضب كبيرة في القصر، تسود بسبب قرارات وتدخلات نادية عكاشة، مديرة الديوان الرئاسي..
وترتكز التحفظات والانتقادات على مديرة الديوان، لكونها هي من جاء بهشام المشيشي إلى وزارة الداخلية، ومنها إلى تكليفه برئاسة الحكومة، فيما بدا الرجل “غير مضمون”، بعد أن دخل في “أزمة علاقة” مع رئيس الجمهورية، خلال الأيام القليلة الماضية.
ويبدو، وفق بعض المعلومات التي حصلت لدينا، أنّ نادية عكاشة، تغيبت خلال اليومين الماضيين على الاجتماعات التي أشرف عليها رئيس الدولة، في علاقة بالتشكيل الحكومي، وموضوع المشيشي، ومصير حكومته أمام البرلمان.
الأنباء الواردة من داخل القصر الرئاسي، تتحدث عن مساعي “الساعات الأخيرة” لنادية عكاشة، لإنقاذ موقفها، من خلال الرهان على “انسحابات آخر لحظة” من الحكومة المقترحة، حتى تسقط الحكومة، وتنجح في استعادة المبادرة داخل القصر الرئاسي، والتموقع من جديد..
اللافت للنظر، أنّ اتصالات وعمليات تنسيق تجري على قدم وساق، بين عكاشة وكمال اللطيف، عبر استخدام بعض الشخصيات السياسية، التي باتت تسوق لضرورة الإطاحة بحكومة المشيشي، ودعوة البرلمان إلى عدم منحها الثقة..
يذكر أنّ معلومات موثوقة، تحدثت لــ “الرأي الجديد”، عن صراع خفيّ بين نادية عكاشة، وشقيق رئيس الجمهورية، نوفل سعيّد، على خلفية تدخلات عكاشة في المشهد الحكومي، وفي الترتيبات السياسية الجارية، وسط تقدير من داخل “العائلة الرئاسية”، بأنّ هذه المرأة، “فشلت في أداء جميع المهمات التي اضطلعت بها منذ تعيينها في القصر”..
غير أنّ الأسئلة المطروحة بقوة صلب النخب التونسية والرأي العام في تونس، هي: ما سرّ صمت رئيس الجمهورية، على تدخلات نادية عكاشة، ومحاولة “حشر أنفها” في الشأن الحكومي، وهي التي لا تتوفر على أيّ تجربة سياسية، أو إسهام سياسي في المشهد لا قبل الثورة ولا بعدها ؟؟
ما الذي يجعل وزراء ومستشارين، إلى جانب رئيس الحكومة، يذعنون لإرادة وتدخلات مديرة الديوان، التي استحوذت على مهام المستشار السياسي لدى رئيس الجمهورية، بعد أن بات صورة بلا أثر أو صوت، فاسحا المجال لهذه المرأة لكي تقوم بدوره كاملا ؟؟
من المؤكد، أنّ رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، يحتاج إلى إعادة نظر في التعيينات التي قام بها بين مستشاري قصر قرطاج، قبل فوات الأوان، لأنّ ما يحصل حاليا، سيزيد في تهرئته، ويجعله يدفع فاتورة الكثير من التعيينات التي لم تكن مدروسة منذ البداية، وفق عديد المراقبين، سواء تعلق الأمر بالملفات السياسية أو الدبلوماسية.
والسؤال المطروح حاليا، هو: هل يتجه “قوس” نادية عكاشة نحو الإغلاق، بعد تجربة، يجمع المراقبون، والقريبون من القصر الرئاسي بفشلها وضعف مردوديتها ؟؟