اعتبرها ضربا للديمقراطية… الهاروني: حريصون على إنجاح المشاورات لكن ليس بالقفز على الأحزاب
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
أعلن عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة، رفض الحركة تشكيل حكومة “كفاءات مستقلة”، قائلا: “نقول هذا من منطلق مبدئي، ومن منطلق تقديرنا وفهمنا لمصلحة البلاد، ومن منطلق الدروس التي أخذناها من تجربة الحكومة الأولى مع الحبيب الجملي، والتجربة الثانية مع إلياس الفخفاخ، فلن نعيد نفس الأخطاء، حتى لا نصل إلى نفس النتائج”.
وقال الهاروني خلال ندوة صحفية عقدتها الحركة اليوم للحديث عن مخرجات مجلس الشورى الملتئم يومي السبت والأحد المنقضيين: “هذه فرصة أمام تونس، ونحن حريصون على نجاح هذه الفرصة، وعلى نجاح هشام المشيشي في تشكيل الحكومة، وسيكون دورنا في المشاورات إيجابيا لإنجاحها”.
وكان مجلس شورى حركة النهضة، التأم السبت والأحد، للنظر في مسار مشاورات تشكيل الحكومة المرتقبة من طرف
هشام المشيشي، وتدارس جملة من السيناريوهات..وأوضح “قدّم المكتب التنفيذي في هذه الدورة، تقريرا عن تقدّم المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وتمّ إثر ذلك، إجراء حوار عميق وصريح حول هذا الملف، واتخذنا موقفا سياسيا بما يشبه الإجماع (بنسبة 92 في المائة)، ملخّصه دعوة رئيس الحكومة المكلف إلى “تكوين حكومة وحدة وطنية، حكومة سياسية ذات حزام سياسي واسع، تستجيب للأوزان البرلمانية، طبقا للنظام السياسي الذي ينص عليه دستور البلاد”.
وشدّد الهاروني على أنّ القاعدة الأولى لتشكيل حكومة بعد انتخابات ديمقراطية، هي احترام نتائج الانتخابات، مبرزا “أنّ شرط النجاح في تشكيل حكومة قويّة ومستقرّة ويُحاسبها الناخبون، ويكون لها إنجاز وأداء مقبول، هو أن تكون سياسية، وأن تقوم على الأحزاب، وأن يكون لها حزام سياسي واسع، وأغلبية مريحة، لتمرير قرارات وقوانين وإصلاحات تبدو البلاد الآن في أشدّ الحاجة إليها”.
وقال “هذا خيار النهضة، ونعتبر أنّ هذه فرصة لتصحيح الأمور، والعودة للوضع الطبيعي، وعدم ارتكاب نفس الأخطاء، وهذا لا يعني الاستغناء عن كفاءات تونس، لكن لا يمكن أيضا اعتماد الكفاءات المستقلة كبديلة عن الأحزاب …هذا ضرب للديمقراطية وضرب للأحزاب، سيما وأنّ نتائج الانتخابات كانت واضحة”..
وشدد رئيس مجلس شورى النهضة، على أنّه لكي “تستمر الحكومة وتستقرّ وتنجز، لا بد أن يكون بين مكوناتها المتمثلة في الأحزاب، ميثاق أخلاقي وسياسي، حتى تتمكن من الحكم مع بعضها، في إطار شراكة متوازنة ومتضامنة، لتحقيق الانجاز الذي ينتظره الناخبون والتونسيون”.
وتابع “سنعمل من خلال هذه المشاورات، على “ألّا نضيع الفرصة على تونس الديمقراطية مرة أخرى”، مشيرا إلى أنّ تونس، “تضمّ أحزابا وطنية تناضل وتضحي لكسب ثقة التونسيين، ولبناء مؤسسات ديمقراطية في البرلمان وفي الحكومة… وإذا أردنا تشكيل حكومة تونسيين، فالتونسيون هم من انتخبوا وكونوا الأحزاب، وهم من سيحاسبون الحكومة والأحزاب على حكمهم”.