انفجار بيروت: الأسئلة الخمسة المطروحة.. والأجوبة الممكنة..
بيروت ــ الرأي الجديد (وكالات)
حلّت كارثة كبيرة على لبنان جراء الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الثلاثاء، مسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح.
ويتوقع أن الحادث ناتج عن انفجار في مستودع يضم مئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم، فماذا نعرف عن هذا الانفجار حتى الآن؟
ماذا حصل؟
وقع انفجار أولي في مرفأ بيروت حوالي الساعة السادسة مساء أمس أدى لنشوب حريق ثم تلاه انفجار هائل، حطّم واجهة المرفأ والمباني المحيطة به.
قاس علماء الزلازل ضغط الانفجار، الذي أدى لاقتلاع النوافذ في مطار بيروت الدولي على بعد تسعة كيلومترات، وهو ما يعادل زلزالا بقوة 3.3 درجات على مقياس ريختر.
أظهرت لقطات الفيديو كرة نارية كبيرة جدا تصاعدت بشدة فوق صوامع تخزين حبوب كبيرة، ثم سحابة صعدت للسماء، تلتها موجة كبرى عبرت المدينة بأكملها.
لماذا كان الانفجار كبيرا إلى هذا الحد؟
أعلن رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب أن 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع “خطير”.
ومادة نترات الأمونيوم عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم أساسا للعديد من الأسمدة النيتروجينية على شكل حبيبات، وتعد من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، التي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للاشتعال، ولكنها مؤكسدات، أي أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة.
شكلت نيترات الأمونيوم مصدرا للعديد من المآسي -عرضية أو جرمية- في العالم بينها انفجار مصنع في مدينة تولوز الفرنسية عام 2001، أدى إلى مقتل 30 شخصا.
أكد مصدر أمني أن المواد الموجودة في المستودع مصادرة منذ سنوات من باخرة في مرفأ بيروت حدث بها عطل، وموضوعة في “العنبر رقم 12 في المرفأ”، مشيرا الى أنه لم تتم “متابعتها بالشكل المطلوب”.
هل كان الانفجار متعمدا؟
بحسب مسؤولين لبنانيين، ليس هناك ما يدل على أن الانفجار كان مقصودا.
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق، أن الانفجاريين القويين اللذين هزّا العاصمة اللبنانية بيروت يبدو كأنهما “اعتداء رهيب”، مشيرا إلى أن خبراء عسكريين أميركيين أبلغوه أنّ الأمر يتعلق بقنبلة.
لكن المتحدث باسم البنتاغون عندما سئل عن تصريحات الرئيس قال “ليس لدينا أي شيء لك” و”سيتعين عليك التواصل مع البيت الأبيض للتوضيح”.
اعتبرت الحكومة اللبنانية الظروف في المرفأ التي أدت إلى الانفجار “غير مقبولة”، وتعهدت بالمحاسبة.
ما عدد الضحايا؟
أعلن الصليب الأحمر اللبناني اليوم أن الانفجار أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، مشيرا إلى أن فرقه لا تزال تقوم بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق المحيطة بموقع الانفجار.
تم تسجيل الإصابات في جميع أنحاء ومناطق المدينة، إذ تطاير زجاج المباني في مناطق عديدة، وسقط على السكان.
قال محافظ بيروت مروان عبود اليوم “أعتقد أن هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن”، مشيرا إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين 3 و5 مليارات دولار، بانتظار أن يصدر عن المهندسين والخبراء التقارير النهائية.
ماذا حدث بعد ذلك؟
أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان بيروتَ “مدينة منكوبةً” إثر اجتماع طارئ عقده بعد ساعات من الانفجار، وناشد رئيس الحكومة الدولَ الصديقة للبنان الوقوف إلى جانب بلاده وإرسال المساعدات.
قرر الرئيس اللبناني ميشال عون “تحرير الاعتماد الاستثنائي” من الموازنة ويبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة، في بلد يواجه أساسا انهيارا اقتصاديا متسارعا وانتشار وباء كوفيد-19.
بدأت المساعدات الطبية العاجلة والمستشفيات الميدانية الوصول إلى لبنان اليوم، في حين هرعت دول العالم وبينها الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وإيران إلى عرض مساعداتها، وتقديم تعازيها إثر الانفجار.
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية