“الشعب الجمهوري”: حزب أتاتورك يتجه نحو الانقسام.. ورقة أردوغان للانتخابات الرئاسية
إسطنبول ــ الرأي الجديد (وكالات)
كشفت أوساط إعلامية، بأن المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة 2018، والقيادي في حزب الشعب الجمهوري، “محرم إنجه”، يعتزم إطلاق حزب جديد، ما قد يؤثر على مستقبل خريطة التحالفات في البلاد من جهة، وينذر بانشقاقات داخل الحزب الذي أسسه أتاتورك.
ولم يشارك محرم إنجه في المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري، والذي تمخض بتكليف كليتشدار أوغلو لولاية سادسة برئاسة الحزب.
وذكرت صحيفة “حرييت” التركية، أن محرم إنجه يعتزم إنشاء حزب جديد، في 15 سبتمبر المقبل، وسينضم إليه أعضاء من “الشعب الجمهوري”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إنجه وأصدقاءه، أجروا تقييمات بعد مؤتمر الحزب، قرروا إنشاء حزب جديد مبني على مبادئ “الشعب الجمهوري” الأساسية.
أردوغان على الخط
ونقلت عن أحد المقربين لإنجه، أن المسؤول التركي، سيعلن عن حزبه الجديد في 15 سبتمبر المقبل من ولاية هكاري جنوب شرقي البلاد، وسيضم شخصيات من الشعب الجمهوري، وخاصة تلك الأسماء التي تم استبعادها مؤخرا.
ولفت إلى أن الحزب سيكون كماليا علمانيا، ويكرس القيم الوطنية، وسيحقق ما لم يستطع تحقيقه الشعب الجمهوري برئاسة كليتشدار أوغلو.
والخلافات بين كليتشدار أوغلو وإنجه، لم تكن وليدة اللحظة، وتصاعدت بعد خسارة الأخير في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وتزايدت حدة الخلافات، في نوفمبر الماضي، بعد إشاعة لكاتب تركي في صحيفة “سوزجو”، عن لقاء سري جمع بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وأحد قادة حزب الشعب الجمهوري (محرم إنجه).
وبحسب الإشاعات، فإن أردوغان الذي نفاها، عرض على إنجه أن يترشح لرئاسة حزب الشعب الجمهوري، قائلا له، إن في استلامك رئاسة الحزب، منفعة كبيرة للبلاد”.
وردا على ادعاءات الكاتب، قال إنجه، برسالة، إنه مستعد لحرق نفسه وسط تقسيم، إذا ثبت صحة تلك الادعاءات، التي رفضها كليا، متهما بالوقت ذاته ما وصفها بـ”العصابة” داخل حزبه تقف خلف الإشاعات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية، وحراك المعارضة يعطي علامات بأن انتخابات مبكرة قد تجرى بالبلاد.
منافسون للرئيس التركي
ولفتت إلى أن المعارضة بدأت حراكها في توسيع تحالفها في مواجهة الرئيس التركي في الانتخابات المقبلة، ومن المرشحين المحتملين لمنافسته، هم زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، والرئيس التركي السابق عبد الله غل، ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان، كما أنه من غير المرجح أن يقوم حزب الشعب الجمهوري بترشيح محرم إنجه مرة أخرى.
وأضافت، أنه من هذه النقطة جاءت التحركات، لإنشاء حزب جديد يقوده محرم إنجه، وبدأت بالفعل القاعدة الشعبية له داخل الحزب بإبداء دعمه، وخاصة أولئك الذين يقولون بأن الشعب الجمهوري ابتعد عن مبادئه وخاصة بعد المؤتمر الأخير.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من صمت إنجه بهذا الشأن لكن الدوائر المقربة، تؤكد أن المرشح الرئاسي السابق، بدأ بالتفكير جديا بإنشاء الحزب.
ومن جهة أخرى، بدأ الجدل بأن تشكيل حزب جديد، قد يخدم الرئيس التركي، ويقسم أصوات جناح المعارضة، فيما واصل المخضرمون في الشعب الجمهوري على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتحذير من الوصول إلى هذه النقطة، مما قد يشكل عائقا أمام لجوء إنجه لإنشاء الحزب.
من جهته قال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفين في تقرير له على صحيفة حرييت، إنه ليس من السهل لمحرم إنجه، اتخاذ قرار مغادرة حزب الشعب الجمهوري، وتشكيل حزب جديد.