تركيا تحول كنيسة “آيا صوفيا” إلى مسجد: انتقادات دوليةشديدة… وأردوغان يردّ
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
توالت ردود دولية على قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحويل متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد بالانتقاد، فقد أبدى الاتحاد الأوروبي أسفه بشأن القرار.
انتقادات دولية
وقال جوزيف بوريل كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن “حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة، وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية، مؤسفان” .
من جهتها قالت وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني، إن القرار التركي بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، يمثل “استفزازا صريحا” للعالم المتحضر.
وأضافت الوزيرة في بيان، أن النزعة “القومية التي يبديها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعيد بلاده ٦ قرون إلى الوراء”.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشوف، إن قرار السلطات التركية، أثار رد فعل سلبي في العالم المسيحي أجمع.
وأشار كوساتشوف في تصريحات صحفية، إلى أن أنقرة بهذا القرار، ستبدو كأنها تخالف التوازن الديني وستفقد نفوذها كلاعب ديني مهم، وفق تعبيره.
من جهتها، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، عبرت أمس، عن أسفها لأن القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماما، وقضى بعدم قانونية تحويل مسجد آيا صوفيا في إسطنبول، إلى متحف، وفقا لمرسوم حكومي يرجع لثلاثينيات القرن العشرين، وقالت إن القرار قد يثير انقسامات كبرى.
تراث عالمي
بدورها، دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، تركيا إلى الحوار قبل أي قرار من المرجح أن “يقوّض القيمة العالمية” لهذا النصب التذكاري العالمي.
وشددت اليونسكو التي تتخذ مقرا لها في باريس عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، على أن “آيا صوفيا كان مدرجا في قائمة التراث العالمي للبشرية كمتحف، مما يستتبع عددا من الالتزامات القانونية”.
وأضافت المنظمة الدولية، “بالتالي يجب على الدولة ضمان ألا يؤثر أي تعديل سلبا على القيمة العالمية للمواقع المدرجة على لائحة اليونيسكو. ويتطلب أي تعديل إخطارا مسبقا لليونسكو من الدولة المعنية، ثم فحصا تجريه لجنة التراث العالمي”.
وحُوّلت كنيسة “آيا صوفيا” إلى مسجد، مع فتح العثمانيين للقسطنطينية “إسطنبول” عام 1453، ثم صار متحفا عام 1935 على يد رئيس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، بهدف “إهدائه إلى الإنسانية”.
وسبق أن اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعادة المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إلى مسجد مرة أخرى.
رفض التدخل الخارجي
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي انتقاد التحويل المحتمل لهذا الأثر التاريخي، بأنه هجوم على سيادة تركيا.
وأعلن أردوغان، أن طبيعة استخدام “آيا صوفيا”، تتعلق بسيادة تركيا، مشيرا إلى أن تحويل الكنيسة إلى مسجد مرة أخرى، خطوة سيسجلها التاريخ في صفحاته.
وقال عقب توقيعه مرسوما يعيد كنيسة “آيا صوفيا” إلى مسجد، بناء على قرار المحكمة العليا في تركيا، إنه يدعو الجميع لاحترام قرار المحكمة العليا بشأن آيا صوفيا، وأضاف أنه لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى، لا سيما في قضية أماكن العبادة، و”لن أقبل بالتدخل الخارجي بالشأن الداخلي لتركيا”.
وأشار الرئيس التركي، إلى أن حق الشعب التركي في “آيا صوفيا”، لا يقل عن حق من أنشأه قبل 1500 عام، مؤكدا أن “آيا صوفيا” سيكون مفتوحا أمام كل من يقصده من المسلمين والمسيحيين وكل الأجانب، مشيرا إلى أن أول صلاة في المسجد ستقام في 24 جويلية الجاري.
وكان أردوغان قد وقع مرسوما يحول آيا صوفيا إلى مسجد، وذلك عقب فترة وجيزة من قرار المحكمة الإدارية العليا بإلغاء وضع آيا صوفيا كمتحف.
ونشر أردوغان نسخة من المرسوم الذي وقعه على صفحته على “تويتر”، وينص المرسوم على أن قرارا اتخذ بتسليم إدارة مسجد آيا صوفيا لهيئة الشؤون الدينية في البلاد وفتحه للصلاة.
(المصدر: الجزيرة نت)