خصائص مشتركة بين العلماء والمفكرين.. هذه تفاصيلها
تونس ــ الرأي الجديد / آمال الزاوش
أوردت مجلة “بسيكلوخيا إي منتي“ الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن الأشخاص ذوي العقول المتميزة، وسلسلة الصفات التي يتشاركون فيها، والتي تجعلهم يصنفون ضمن العباقرة والعظماء في مجال تخصصهم.
وقالت المجلة، في تقريرها، إن البشر أنواع، فهناك أشخاص يتميزون بالنزعة العملية ويبرعون في إنجاز المهام الموكولة إليهم، وينتظرون دائما الأوامر دون نقاش أو تفكير، وآخرون مفكرون لا تناسبهم الوظائف الرتيبة، لأن عقولهم دائما ما تكون في حالة نشاط ويتوقون لإثبات ذواتهم.
وأضافت المجلة أن المفكرين العظماء، هم الأشخاص الذين يقضون جزءًا كبيرا من حياتهم في متابعة ما يحبونه، ولديهم دافع قوي نحو تكريس وقت كبير لمجال محدد حتى يصبحوا خبراء فيه. وهناك العديد من المفكرين الذين أصبحوا مشاهير بفضل المساهمات التي قدموها للإنسانية، مثل ديكارت وفرويد وسكينر وأرسطو وأفلاطون وماسلوف. أما البعض الآخر، فلم يحظوا بالشهرة.
المميزات والصفات المشتركة لعقول العباقرة:
عادة ما تطرح أسئلة عديدة حول النقاط المشتركة بين هؤلاء المفكرين العظماء، وما هي الصفات والسلوكيات التي يتحلون بها، وما الذي يجعلهم مختلفين عن الآخرين؟
1 ــ يعملون بدافع الشغف وليس المال:
ذكرت المجلة أن أول صفة تميز هؤلاء الناس، هي أن الدافع بالنسبة لهم ليس المكاسب المالية، بل هو دافع ذاتي يتعلق بحب المجال الذي يتخصصون فيه. فالعمل في مجالهم يجعلهم يشعرون بالسعادة، ولا يتذمرون من الجهد المبذول. وفي هذا الصدد، يقول دان بينك، مؤلف كتاب “الحقيقة المفاجئة حول ما يحفزنا”، إن “المال يعتبر من الدوافع الخارجية للإنسان، ولكن العظماء لديهم دوافع داخلية، تمكنهم من مواصلة العمل حتى في أصعب الأوقات”.
2 ــ التضحية:
أوردت المجلة أنه عندما يسعى الإنسان وراء شغفه وطموحاته الذاتية، وتكون دوافعه نابعة من داخله، فإنه يتمكن من السير عكس التيار، وإظهار قدر كبير من الصبر والتضحية.
لدى الأشخاص العظماء دائما، شعور إيجابي تجاه ما يقومون به، ولا يهتمون بما يبذلونه من تضحيات.
3 ــ يستمتعون بالعزلة:
إن هذا النوع من الناس تحركهم دوافعهم الذاتية، فهم لا يبحثون عن الإطراء أو التشجيع من الآخرين، وإنما يكتفون بالتقدير الذاتي، ويقررون بأنفسهم ما الذي سيفعلونه. هذا الأمر يجعلهم يميلون للفردية ويستمتعون بلحظات الوحدة.
4 ــ ينتقدون عملهم بأنفسهم:
إن هؤلاء الأشخاص كثيرو التفكير، وغالبا ما ينظرون بعين نقدية إلى أعمالهم. نادرا ما يشعر هؤلاء بالرضا عن الأشياء التي يحققونها، حيث أنهم دائما ما يسعون نحو المزيد من الإتقان. قد تكون هذه الصفة إيجابية، إلا أنها أيضا تصيبهم بالإحباط والتوتر، ويحملون نظرة سلبية حول أنفسهم.
لعل خير مثال على ذلك عازف الغيتار الشهير، باكو دي لوسيا الذي حاز نجاحا جماهيريا كبيرا بفضل الموسيقى التي يعزفها، ولكنه رغم ذلك كان غير قادر على الاستماع لأعماله الموسيقية، لأنه كان دائما محاصرا بفكرة أنه بإمكانه القيام بما هو أفضل.
5 ــ يسعون وراء الامتياز:
أكدت المجلة أنه بما أنهم لا يشعرون أبدا بالرضا عن أعمالهم، فإن هؤلاء الناس يكافحون دائما من أجل تحقيق المزيد. ويحب هؤلاء التأثير في حياة الآخرين، ويسعون وراء التميز والحصول على الاعتراف بما يقومون به.
6 ــ يكرسون ساعات طويلة لمجال تخصصهم:
أشارت المجلة إلى أن أبواب الجامعات دائما ما تكون مفتوحة أمام هؤلاء العظماء، ولكن هذا ليس هو هدفهم الحقيقي. ففي حال الدخول إلى الجامعات العريقة والمرموقة، لا يهتمون بالألقاب والمناصب الممنوحة لهم، بل يواصلون الاهتمام بالمجال الذي يتميزون فيه. وبعض هؤلاء الناس من العصاميين الذين تعلموا بمفردهم بعد أن فشلوا في قاعات الدراسة، ولكنهم أثبتوا بعد ذلك موهبتهم الفنية أو العلمية، لأن دافعهم الحقيقي هو الشغف والهواية..
7 ــ محبون للمعرفة:
من الأشياء التي تميز المفكرين عن غيرهم من الناس العاديين، حب الاطلاع. فهم يسعون دائما للاكتشاف والبحث وإيجاد العلاقة الرابطة بين الظواهر والأشياء والناس من حولهم. كما أنهم يعتبرون أن كل شيء يلاحظونه يمكن إيجاد تفسير له، ولا يهدؤون حتى يتوصلوا لهذا التفسير.
8 ــ يتميزون بالإبداع:
وأكدت المجلة أن حب الاطلاع يجعل هؤلاء الناس أشخاصا مبدعين وخلاقين يرفضون القوالب الجاهزة والمعايير الاجتماعية. يشعر هؤلاء المفكرون دائما بالحاجة للتصرف بشكل مغاير، وهم قادرون على إيجاد الأفكار العبقرية والأصلية والتوصل لحلول لكل المشاكل.
9 ــ الالتزام:
إن حب الاطلاع والابتكار ليسا صفتين مترادفتين ولكن هناك علاقة بينهما، إذ تؤكد آخر الأبحاث حول الإبداع الإنساني، أن هذه الصفة لا ترتبط فقط بحب الاطلاع، بل لدى هؤلاء الناس منهجية خاصة في التفكير والعمل، ويكونون مهووسين بمجال تخصصهم. وهذا يعني أن الأفكار الخلاقة لا تبرز من العدم، بل هي نتيجة للالتزام والانضباط لوقت طويل. ومن خلال تخصيص المزيد من الوقت لشغفهم، فإن هؤلاء المفكرين العباقرة ينتجون المزيد من الأفكار والتساؤلات إلى أن يصلوا إلى الحلول الإبداعية.