على خلفية مقتل فلويد… هذه أبرز حوادث العنصرية ضد السود بأمريكا خلال 400 عام
واشنطن ــ الرأي الجديد (متابعات)
تمتد عنصرية الشرطة الأمريكية المعادية للسود إلى قرابة 400 عام، وظل الأمريكيون السود يخشون عدم تطبيق القانون لصالحهم، وتعرضوا للكثير من الاعتداءات بالشوارع ومنازلهم، وصولا إلى حوادث القتل، التي كان أحدثها جورج فلويد.
ويقول مؤرخون إن “هناك مجموعات منظمة من الرجال البيض، والمعروفين بدوريات الرقيق، عملت على تجاوز القانون، وأطلقت السلوك العنيف والعنصري تجاه الأمريكيين السود منذ قرون”، مشيرين إلى أن هذه العنصرية أدت إلى احتجاجات وانتفاضات متكررة ضد “وحشية الشرطة”.
تاريخ طويل من العنصرية
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “usatoday” الأمريكية، فإن حادثة قتل جورج فلويد، تعيد التذكير بتاريخ العنصرية بالولايات المتحدة، لافتة إلى أنها “تذكرنا بقتل إريك غارنر (43 عاما)، والذي قتل أثناء اعتقاله، بسبب بيعه لسجائر غير خاضعة للضريبة بمدينة نيويورك عام 2014”.
وأكدت الصحيفة، أن “كلتا الحادثتين، وكذلك قتل رجال ونساء وأطفال سود آخرين بجميع أنحاء الولايات المتحدة، ألهمت الاحتجاجات والدعوات إلى إصلاح الشرطة، إضافة إلى صعود حركة العدالة الاجتماعية للأمريكيين السود”.
وذكرت جينيفر كوبينا أستاذة العدالة الجنائية بجامعة ولاية ميشيغان، إن “المسؤولين عن تطبيق القانون بجميع أنحاء الولايات المتحدة لديهم تاريخ أطول بكثير في قتل السود”، مؤكدة أن تاريخ العنصرية بالولايات المتحدة يمتد إلى 400 عام.
ومن أشكال العنصرية بالولايات المتحدة خلال القرن السابع عشر، تشكيل “دوريات العبيد” بولاية كارولاينا الجنوبية، ومن ثم توسيعها في ولايات جنوبية أخرى، وفقا للمختصة الأمريكية وأستاذة التاريخ بجامعة غرب ميشيغان سالي هادن.
وأوضحت هادن، أن هذه الدوريات الطوعية، كانت تتألف من رجال بيض، قاموا بمهاجمة السود وأي شخص يحاول مساعدتهم على الفرار، مؤكدة أن كل ما تفعله الشرطة الأمريكية اليوم، فعلته هذه الدوريات ضد السود.
إلغاء العبودية
جرى إلغاء العبودية بالولايات المتحدة عام 1865، وذلك بعد استمرارها منذ عام 1790، من خلال إقرار التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي نتيجة للحرب الأهلية، وكان هذا الشكل من العبودية يتمثل في إخضاع العمال الذين يتم شراؤهم من تجار الرقيق بأفريقيا لاستخدامهم كخدم وعمال بمزارع المستعمرات.
وبحسب “usatoday”، فقد ظهرت مجموعات “كراهية” في ذلك الوقت، ضد المجتمعات السوداء بالولايات المتحدة، ونفذت عمليات إعدام وحشية بحقهم، إلى جانب تدميرهم للمدارس الخاصة بهم، وتحديدا في الولايات الجنوبية.
وفي عام 1964، تفجر الوضع في غيتو هارلم، بعد مقتل شاب أسود على يد شرطي، وتبع ذلك سلسلة من الاضطرابات رافقت اندلاع انتفاضة السود، وقد جاءت هذه الهبة بعد عشر سنوات من النضال المستمر في سبيل الحقوق المدنية، وتلتها سنوات من الاضطرابات والحراكات المختلفة، وفي هذه الفترة ألغيت كافة قوانين الفصل العنصري وتمت الموافقة على الحقوق المدنية كما بدأت إعادة النظر بالتمييز العنصري.
ووفقا للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، والتي تدعى اختصارا منظمة الحقوق المدنية للأمريكان ذوي الأصول الأفريقية (NAACP)، فإنه ما بين عام 1980 و2015، ارتفع عدد نزلاء السجون الأمريكية من نصف مليون إلى أكثر من 2.2 مليون، ويشكل السود 34 بالمائة من السجناء.
ونشأت حركة العدالة الاجتماعية (Black Lives Matter )، بعد الاعتداءات الوحشية من الشرطة الأمريكية على رجل أسود يبلغ من العمر 18 عاما في فيرجسون بولاية ميسوري، إلى جانب تبرئة جورج زيمرمان عام 2012، بعد إطلاق النار على طالب أسود في ولاية فلوريدا.
وتقول صحيفة “usatoday” الأمريكية، إنه بعد انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب عام 2016، خفضت وزارة العدل برامج التحقيق بسبب العنصرية والقوة المفرطة، لكن الوفيات الأخيرة لفلويد، وكذلك لبرونا تايلور (26 عاما)، التي قتلت في مارس الماضي، دفعت إلى الاحتجاج ضد هذا التقليص.