المطالبون “بإنقاذ الدولة وحلّ البرلمان” يفشلون في احتجاجهم وحراكهم
الرأي الجديد / سندس عطية
سجّل عدد المشاركين في الاحتجاج من حول ساحة باردو، الذي يطالب أصحابه بحلّ البرلمان التونسي وإسقاط النظام، بضعة عشرات من الأشخاص، رغم الحشد الإعلامي الذي سبق الاحتجاج المقرر منذ أسبوع، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، تسندها وسائل إعلام مصرية وإماراتية، كانت سوقت للاعتصام، وحشدت له، بل حرضت من أجل الانقلاب على مؤسسات الدولة، وإزاحة رئيس مجلس نواب الشعب، واتهام عدد من الوزراء، بــ “الإرهابيين” و”الإخوان”..
وحضر ما يقارب ثلاثين شخصاً للاحتجاج في محيط البرلمان التونسي، وسط حضور أمني مكثّف ومتابعة إعلامية ضخمة للحدث الذي دعا إليه “ائتلاف الجمهورية الثالثة”، أو ما يعرف بـحراك 14 يونيو، الذي تقوده قوى تدعو لإسقاط المنظومة المنتخبة، وحل البرلمان، وإنهاء العمل بدستور الثورة، وتغيير النظام السياسي في البلاد، مؤكدين اعترافهم فقط بشرعية الرئيس المنتخب مباشرة من الشعب.
وندد المحتجون اليوم، بقرار بلدية باردو إغلاق الساحة المقابلة للبرلمان أمام المحتجين، وإغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها، معتبرين ذلك ضرباً لحقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاج السلمي، رغم حصولهم على ترخيص مسبق.
وعمدت وحدات الأمن إلى تطبيق قرار المجلس البلدي في باردو، ودفعت المشاركين في الحراك إلى ساحة محاذية، حيث سمحت لهم بالتجمهر والاحتجاج.
وقال المتحدث باسم ما يعرف بــ “جبهة الإنقاذ الوطني لحراك 14 جوان”، فتحي الورفلي، في تصريح إعلامي، إنهم “تعرضوا للتضييق والضغط لإفشال الاعتصام”، مندداً بما وصفه “ضغط قوات الأمن على المحتجين السلميين”.
ورفع المحتجون شعارات منادية بإزاحة رئيس البرلمان راشد الغنوشي، ومنددة بحزب “حركة النهضة” وحلفائه في “ائتلاف الكرامة” و”التيار الديمقراطي”. ورددوا اتهامات بــ “العمالة وخيانة الوطن”.
ودعا المحتجون الرئيس التونسي قيس سعيد للتدخل، وفسح المجال للتونسيين للتعبير عن رفضهم للنظام السياسي ولنظام الحكم.
وفي تعليقه على الحملة التي تقودها وسائل إعلام مصرية وإماراتية للتسويق للاعتصام وللحراك، وتحريضها على البرلمان والمؤسسات التونسية المنتخبة، كتب أمين عام الحزب “الجمهوري” عصام الشابي، على صفحته في “فيسبوك”، أنه “لم يعد مقبولاً ولا مبرراً سكوت السلط العمومية في تونس على التجاوزات الخطيرة، التي يأتي بها الإعلام المصري الموجه من قبل الطغمة العسكرية، والممول إماراتياً في حق تونس وثورتها”.
وتابع “سقطت الأقنعة، وباتت التحركات بوجوه مكشوفة وبتهور غير مسبوق”، قائلاً “ليعلم هؤلاء أن للديمقراطية شعب يحميها، ومؤسسات تدافع عنها، ولن تعجزها بيوت أوهن من بيوت العنكبوت”.