مفاوضات بين “تويتر” والحكومة لاستضافة مكتب دبي في تونس
الرأي الجديد / محمد سعيد
علمت “الرأي الجديد” من مصادر عليمة، أنّ مفاوضات قد تكون انطلقت بين السلطات التونسية وإدارة “تويتر”، لنقل مكتب تويتر من دبي إلى تونس.
يأتي ذلك في وقت ازدادت فيه الشكاوى والدعاوى القضائية بمكتب دبي، لدى هيئات محلية وإقليمية ودولية، بشأن تسريب معلومات خاصة عن حسابات تويتر لأشخاص (صحفيين وإعلاميين ومثقفين ومعارضين للحكومة السعودية وإمارة دبي، تضرر منها عديد النشطاء على موقع تويتر، الأكثر استخداما في الخليج والمشرق العربي والغرب عموما.
وتجري انتقادات شديدة لحساب تويتر في مكتب دبي، باعتبار ما يعرف بــ “تلوث الذباب الإلكتروني” الذي شكّل مصدر قلق النخب وخاصة المعارضين للنظامين السعودي والإماراتي، وأشكال التعدّي على الحقوق الأساسية لمرتادي تويتر، من خلال القذف والتحرّش والتشهير، من ناحية، واستخدام حسابات هؤلاء للتخابر ضدهم، ما أدّى على سبيل المثال، إلى جريمة اغتيال، الصحفي السعودي، جمال خاشقجي..
وكانت صحيفة “مترو” البريطانية، كشفت أنّ صحافياً سعودياً قُتل تحت التعذيب في بلاده، بعد كشف “تويتر دبي” هويته للسلطات، وأفادت بأن الصحفي تركي الجاسر، اعتُقل في السعودية بتهمة إدارته حسابا على تويتر، تحت اسم “كشكول”، كان متخصصاً في نشر معلومات عن انتهاكات أفراد العائلة المالكة، ومسئولين في السعودية لحقوقَ الإنسان.
ولفتت إلى أن الجاسر، اعتقلته السلطات في 15 مارس 2018، ثم توفي أثناء تعرّضه للتعذيب في الحجز، بعد أن أثار غضبًا بسبب تسرّب مزعوم للمعلومات التي أدت إلى القبض عليه.
وأطلق نشطاء عرب، حملة واسعة على موقع تويتر، لنقل المكتب الإقليمي للشركة، من دبي إلى تونس، متهمين الإمارات بالتضييق على حرية التعبير.
وبدأت الحملة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، بعنوان “تغيير مكتب تويتر بدبي”، وتوسعت بشكل كبير بعد الإعلان عن فوز قيس سعيّد برئاسة تونس، لتتحول إلى “تغيير مكتب تويتر بدبي إلى تونس”.
وجاءت الحملة بعد أيام من حذف إدارة تويتر لعشرات الحسابات التي تعارض نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو ما اعتبره نشطاء “خضوع” من شبكة التواصل الاجتماعي لأجندة أبو ظبي السياسية.
ويأتي مطلب تحويل المكتب إلى تونس، باعتبارها البلد الديمقراطي الوحيد في العالم العربي، حتى يقع تجنيب تويتر، أي اختراق لحسابات الأشخاص، بحيث لا يتعرض كثير منهم للمتابعة البوليسية، ولا يقع المساس بحرياتهم..
وكانت منظمات ونقابات إقليمية ودولية، صنفت تونس كأول بلد عربي في مجال حرية التعبير والإعلام، بوصفه بلدا ديمقراطيا صاعدا، قياسا ببلدان العالم العربي، فيما جاءت السعودية والإمارات في ذيل الترتيب العالمي.