لليوم السابع على التوالي: الجيش الليبي يواصل معركة سرت
الرأي الجديد (وكالات)
ما زال الجيش الليبي، يواصل عملياته في مدينة سرت الاستراتيجية (450 كلم شرق طرابلس) لليوم السابع على التوالي، دون أن يتمكّن من حسم المعركة حتى الآن، بفعل تدخل طائرات بدون طيار داعمة لحفتر.
وزحفت القوات الحكومية في إطار عملية “دروب النصر” من ثلاثة محاور (الساحلي شمالا، والوشكة وسطا، وطريق اللود من الجنوب)، وتمكنت خلال ساعات من السيطرة على مساحات واسعة على طول 110 كلم، ووصلت إلى جزيرة الزعفران (مفترق طرق على المدخل الغربي لمدينة سرت).
لكن طلائع القوات الحكومية، ابتعدت كثيرا عن مظلة الصواريخ المضادة للطيران، ممّا أدى إلى سقوط عشرات القتلى في صفوفهم وانسحابهم إلى منطقة الثلاثين (30 كلم غرب سرت)، إثر تعرّضهم لقصف جوي من طائرات بدون طيار داعمة لمليشيا حفتر.
وتمكّنت القوات الحكومية، من إسقاط طائرتين مسيرتين، لتدفع بعدها مليشيا حفتر أو مرتزقة فاغنر الروسية بطائرة “ميغ29” لميدان المعركة، لأول مرة منذ إطلاق حفتر عملية الكرامة في 2014.
ولم تسقط مدينة سرت بسرعة كما كان متوقعا، فيما نُقل عن الروس أنها “خط أحمر” لا يجب الاقتراب منه، مقابل إصرار الحكومة الليبية على اقتحامها مهما كان الثمن، وهو ما يعكس أهميتها الاستراتيجية للأطراف كافة.
وتتوسط سرت أكبر مدينتين في البلاد، إذ تقع في المنتصف بين عاصمة البلاد طرابلس وعاصمة إقليم برقة في الشرق بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس).
وتاريخيا تتّبع سرت إقليم طرابلس، وهي آخر مدينة كبيرة في الغرب الليبي، لم يتم تحريرها بعد، وسيطرت عليها مليشيا حفتر لأول مرة في جانفي (كانون الثاني/يناير) الماضي فقط، بعد خيانة الكتيبة 604 المدخلية للقوات الحكومية، وأغلب عناصرها من قبيلة الفرجان، التي ينتمي إليها حفتر.
وتكمن أهمية سرت الاستراتيجية، في أنها تقع شمال قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، ولا تفصلها عنها سوى طريق مفتوحة لا تتجاوز 300 كلم.
ويُعتقد أن روسيا، ترغب في اتخاذ الجفرة قاعدة دائمة لوجودها في منطقة شمال أفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما يفسّر انسحاب مرتزقة فاغنر الروسية إلى قاعدة الجفرة، وإرسال موسكو 14 طائرة من نوع ميغ 29 وسوخوي 24، إلى ذات القاعدة الجوية، بحسب الجيش الأمريكي، لتثبيت وجودها وسط ليبيا، على غرار قاعدة حميم الجوية غربي سوريا.
وسيطرة القوات الحكومية على سرت، يجعل الطريق أمامها مفتوحا للسيطرة على الموانئ النفطية، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطي (السدرة) عنها سوى 150 كلم.
والهلال النفطي ليس له أهمية اقتصادية فقط، بل ضرورة سياسية أيضا، فبعض الأصوات داخل إقليم برقة تنادي بالانفصال عن إقليم طرابلس، والاستحواذ وحدها على موارد الهلال النفطي الهائلة.
لكن سيطرة القوات الحكومية على الموانئ النفطية عبر بوابة سرت، سيحرم إقليم برقة من أهم مورد مالي بالعملة الصعبة، ويصبح مشروع الانفصال انتحاريا، وغير مغرٍ لقبائل الشرق.
وفي الآونة الأخيرة، كبّد الجيش الليبي قوات حفتر خسائر فادحة، ودحرها من محيط العاصمة مدن الساحل الغربي كافة، وصولا إلى الحدود مع تونس.
المصدر: (عربي 21)