طائرات إماراتية تقصف مدينة ترهونة بعد سيطرة حكومة “الوفاق” عليها
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
بسطت قوات حكومة “الوفاق” سيطرتها على بلدات ومدن الغرب الليبي، مما أفقد اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، مكاسب ميدانية حققها على مدى 14 شهرا. وفي حين قصفت طائرات إماراتية مدينة ترهونة، أجرت المستشارة الألمانية اتصالا برئيس حكومة الوفاق، أكدا خلاله خيار الحل السياسي للصراع.
وقد خسر حفتر آخر معاقله بالغرب الليبي بعد سيطرة قوات الوفاق على الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، ودخولها اليوم الجمعة إلى مدينة ترهونة.
واستعادت الوفاق كل المناطق التي انتزعها حفتر عندما شن حملته العسكرية على طرابلس قبل 14 شهرا.
واستمرت معارك طرابلس لأكثر من عام، لكن عملية طرد حفتر من ترهونة لم تستغرق سوى ساعات.
عملية تمشيط
وقامت قوات الوفاق بعمليات تمشيط واسعة في المدينة، وأوفدت تعزيزات عسكرية عليها. وصرح وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق، العميد صلاح النمروش، بأن قوات الوفاق تطارد مقاتلي حفتر الذين فروا من ترهونة من جهة الجنوب.
ونقلت قناة “ليبيا الأحرار”، عن المستشار الإعلامي في وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، أمين الهاشمي، تأكيده العثور على نحو مائة جثة في مستشفى مدينة ترهونة.
وقال الهاشمي، “إن الجثث تعود لمدنيين، ونحن نعمل مع الهلال الأحمر فرع مصراتة والطب الشرعي من أجل تحديد هوياتهم وتسليمهم لأهاليهم”.
ونقلت وكالة “رويترز”، أن حكومة الوفاق الوطني بسطت سيطرتها على معظم أنحاء شمال غرب ليبيا واستردت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي عندما بدأ الزحف نحو طرابلس.
وتقع ترهونة في التلال جنوب شرقي طرابلس وكانت قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة.
من جانبه، قال عميد بلدية بني وليد إن قوة الحماية التابعة لحكومة الوفاق الليبية دخلت مطار المدينة.
وقال مسؤول تركي، “تتحرك قوات الحكومة الليبية سريعا على نحو منظم وباستخدام طائرات مسيرة مسلحة. قد يكون هناك حل على الطاولة لكن قوات حفتر تخسر أراضي بكل المقاييس”.
وأسهم دعم تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في تغيير موازين القوة على الأرض في مواجهة قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، والتي شنت هجوما متعثرا منذ أفريل 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وكان للطائرات المسيرة التركية خصوصا دور بارز في تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية التي استخدمتها قوات حفتر.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن طائرات مسيرة إماراتية تابعة لقوات حفتر، قصفت قوات حكومة الوفاق في ترهونة جنوب شرق طرابلس.
وتعتبر الإمارات ومصر في طليعة الدول الداعمة لحفتر على الصعيدين السياسي والعسكري.
المعركة مستمرة
وتعقيبا على التطورات الميدانية، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، إن “معركتنا ما زالت مستمرة، وعازمون على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضي ليبيا”.
وأضاف فائز السراج، أنه لا تنازل عن تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من اقترف جرائم بحق الليبيين.
وفي اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد رئيس الحكومة الليبية، أنه لا حل عسكريا للأزمة في بلاده، وأن المسار السياسي خيار حكومته من أجل تحقيق السلام.
وقال فائز السراج، “ملتزمون بثوابت وطنية، ولدينا قيم ومبادئ في إطارها نتخذ مواقفنا. أكدنا أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود لتحقيق السلام كان دائما خيارنا”، مضيفا بأن حكومة الوفاق لن تغيب عن أي حوار جاد مع شركاء حقيقيين يسعون فعلاً لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وتابع رئيس الحكومة الليبية، “لم نجد شريكا حقيقيا للسلام ولا للعملية السياسية.. هناك من يطرح مناورات سياسية وليست مبادرات، بهدف إيجاد دور لشخوصهم، فما تحرّكهم هي المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن”.
وجدد السراج، خلال الاتصال، مقترحه لانعقاد ملتقى بالتنسيق مع البعثة الأممية، بحضور مكونات الشعب الليبي المؤمنين بالحل السلمي، على أن يفضي الملتقى لانتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد.
بدورها، أكدت ميركل استعداد بلادها لدعم المسار السياسي وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، لتحقيق أمن واستقرار ليبيا.
يشار إلى أن التاسع عشر من جانفي الماضي، شهد عقد مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا، ودعا المؤتمر إلى التزام كافة الأطراف في هذا البلد بوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، للبحث عن حل سياسي للنزاع.
(المصدر: الجزيرة نت)